توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر مجدداً.. إليك الأسباب

أوقفت إسرائيل صباح اليوم الأحد، ضخ الغاز الطبيعي إلى مصر للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، بحسب ما كشفه مسؤول حكومي رفيع المستوى في تصريحات صحفية لموقع «الشرق بلومبرغ».
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن التوقف الجديد جاء في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين تل أبيب وطهران.
الانقطاع المتكرر.. ومصدر الغاز لم يتغير
ورغم إعلان إسرائيل قبل أيام عن استئناف تدريجي لتصدير الغاز إلى مصر عقب توقف دام 5 أيام نتيجة الاشتباكات الصاروخية مع إيران، إلا أن الواقع على الأرض لم يكن مبشرًا.
- مصر تُضيف 300 ميغاواط إلى السد العالي.. خطوة كبرى على مسار طاقة نظيفة مستدامة
- عشرون ضعفاً.. أرقام صادمة تشعل الجدل حول مشروع قانون الإيجار القديم في مصر
إذ أكد المسؤول -الذي رفض الإفصاح عن هويته- أن الغاز الذي جرى ضخه لم يكن من حقل "ليفاثان" الأكبر والأهم، بل من حقل "تمار"، وذلك لأن "ليفاثان" لم يُعد تشغيله منذ اندلاع الاشتباكات.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين قد صرح الأسبوع الماضي أن بلاده ستبدأ في تصدير الغاز إلى مصر بدءًا من يوم الخميس، إلا أن التوتر العسكري المستمر عطّل هذه الخطوة.
1.1 مليار قدم مكعب يوميًا
وتشير البيانات إلى أن مصر كانت تعتمد على نحو 1.1 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا من إسرائيل لتغذية احتياجات السوق المحلي، خصوصًا مع تزايد استهلاك الكهرباء في فصل الصيف.
ومع انقطاع الإمدادات، لجأت القاهرة إلى تحركات عاجلة لتأمين بدائل.
وأكد المسؤول أن استئناف الضخ مرهون كليًا بمسار العمليات العسكرية في المنطقة، لاسيما إعادة تشغيل حقل "ليفاثان"، وهو أكبر الحقول المنتجة للغاز.
تحركات مصرية عاجلة لتأمين الغاز
وتحسبًا لأي طارئ، بادرت الحكومة المصرية إلى تأمين 4 سفن لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال، وصلت منها حتى الآن ثلاث سفن، في حين من المقرر أن تصل الرابعة خلال أشهر الصيف، بحسب المسؤول ذاته.
كما استقبلت مصر بالفعل شحنتين من الغاز المسال في مستودعات مصنع "سيجاس" للإسالة بدمياط، استعدادًا لتشغيل وحدتي التغييز في ميناء العين السخنة بنهاية شهر يونيو/حزيران الجاري، ضمن خطة لتغطية العجز المتوقع.
ويُقدّر الإنتاج المحلي للغاز الطبيعي في مصر بنحو 4 مليارات قدم مكعب يوميًا، بينما يتجاوز الطلب 7 مليارات، بفعل ارتفاع حرارة الصيف وزيادة استهلاك محطات الكهرباء.
60 شحنة غاز.. وخطة إنقاذ من "البترول"
وفي هذا السياق، كشف معتز عاطف، المتحدث باسم وزارة البترول، أنه تم التعاقد على استيراد 60 شحنة غاز لتغطية احتياجات البلاد طوال أشهر الصيف.
وقال في مداخلة تلفزيونية إن الحكومة بدأت مبكرًا في تأمين سفن التغييز، وتم التعاقد بالفعل على ثلاث سفن، بالإضافة إلى الرابعة التي ستصل قريبًا.
وأشار عاطف إلى أن هذه السفن مجتمعة ستوفر نحو 2250 مليون قدم مكعب من الغاز، مضيفًا أن الوزارة قدمت حوافز جديدة لشركات الشركاء الأجانب بهدف زيادة كميات الضخ المحلي.
تنويع مصادر الطاقة.. وتعويل على "ظُهر"
كذلك لفت المتحدث إلى أن الحكومة لجأت إلى تنويع مصادر استيراد الغاز، من خلال اختيار أفضل العروض المقدمة لسفن التغييز الثلاث، فضلًا عن تأكيده أن العمل في حقل "ظهر" ما زال مستمرًا دون توقف، لما يمثله من أهمية استراتيجية في مشهد الطاقة المصري.
صيف الطاقة الساخن
الحكومة المصرية أكدت مرارًا التزامها بتأمين احتياجات السوق المحلي من الغاز، رغم انقطاع الإمدادات الإسرائيلية.
وفي ظل التوترات العسكرية المتصاعدة في المنطقة، باتت مصر تتحرك بوتيرة متسارعة لتنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك الغاز المستورد من دول مثل قطر والولايات المتحدة، وتطوير الحقول المحلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز