إسرائيل تحرك عاصفة بـ«الضاحية الجنوبية».. هل يرد حزب الله؟
ضربة إسرائيلية على "الضاحية الجنوبية" في بيروت استهدفت قياديا كبيرا في "حزب الله" حركت عاصفة من التساؤلات والمخاوف بشأن رد محتمل قد يدفع المنطقة نحو "حرب شاملة" بين الجانبين.
وبعد يومين من الترقّب في لبنان ورغم الاتصالات الدولية والإقليمية لتخفيف حدّة التوتر الذي تصاعد عقب الهجوم على بلدة "مجدل شمس" في الجولان بين تل أبيب و"حزب الله" جاء الردّ الإسرائيلي ما زاد من وتيرة قلق اللبنانيين.
وسارعت إسرائيل لتبني المسؤولية عن الهجوم في بيان مقتضب دون أن تذكر اسم المستهدف لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية تداولات اسم القيادي في حزب الله فؤاد شكر المعروف حركيا بـ"الحاج محسن" الذي تصف وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "رئيس أركان" حزب الله والرجل الثاني بالجماعة.
"إعلان حرب"
وعن تداعيات الضربة، قال رئيس تحرير صحيفة "اللواء" اللبنانية صلاح سلام، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنّ الغارة الإسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت هي "تجاوز للخط الأحمر ونسف لكل قواعد الاشتباك التي سادت بعد حرب تموز 2006 بموجب القرار 1701، حيث استهدفت حزب الله في عقر داره، لا سيما وأنّ الحزب كان قد حذر في بيانات عديدة سابقة من أنّ التعرّض للضاحية أو لبيروت سيعني إعلان حرب من الجانب الإسرائيلي".
سلام لفت إلى أنّ الجانب الإسرائيلي تحدث أنّ الردّ انتهى ولا نية لمتابعة الهجوم على الضاحية، لكنّه أشار إلى أنّ الغارة اليوم نسفت كلّ التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، حول تطمينات دولية وإقليمية بأنّ الضربة الإسرائيلية لن تستهدف بيروت أو الضاحية أو المطار.
رئيس تحرير صحيفة "اللواء" اللبنانية شدد في الإطار ذاته لـ"العين الإخبارية"، على أنّه لا بدّ من الأخذ في عين الاعتبار أنّ هذه الغارة هي جزء من خطة تصعيد يعتمدها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الحرب في قطاع غزة وتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، لأنّه يدافع عن بقائه في السلطة إزاء اتّساع موجات المعارضة ضدّه، لا سيما من جانب أهالي الرهائن في غزة.
وعن توقيت ردّ "الحزب" على ضرب الضاحية الجنوبيّة، أكد سلام أنّ هذا الردّ سواء كان سريعًا أو متمهّلًا، فإنّ الردّ محسوم من قبل "حزب الله"، ولا بدّ من أن يكون "موجعًا" وعلى مستوى الاستهداف الذي حصل، ولن يكون ردًا عاديًا هذه المرة.
الردّ محسوم
وفيما إن كان هذا الردّ سيؤدي إلى "حرب واسعة" أم لا، أوضح قائد كلية القيادة والأركان في الجيش اللبناني سابقًا، العميد الدكتور حسن جوني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنّ الأمور بحسب اعتقاده لن تتّجه نحو الحرب، لا سيما وأنّ الجانب الإسرائيلي سارع إلى القول عقب ضرب الضاحية، إنّ "الدخول في حرب لا يعنينا"، كذلك فإنّ "حزب الله" لا يريد توسيع هذه الحرب، لكنّه سيردّ حتمًا على هذه الغارة.
العميد جوني أكّد أنّ "الردّ محسوم" من قبل "حزب الله" لأنّ الغارة الإسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبيّة أولًا، إضافة إلى سقوط ضحايا وإصابات مدنيين، وبالتالي أصبح "الحزب" محكومًا بالردّ انسجامًا مع المواقف التي يُطلقها دائمًا حول الردّ على أي استهداف للمدنيّين واعتباره بأنّ ضربة الضاحية تستوجب ردًا من نوع آخر، إلّا أنّ هذا الردّ " سيكون مدروسًا بطريقة لن تؤدي إلى حرب.
بنك الأهداف
أمّا عن المواقع التي قد تكون محور استهداف من قبل "الحزب"، فأشار المحلل العسكريّ إلى أنّ "بنك الأهداف" الذي سيلجأ إليه "حزب الله" سيُبيّن ما إذا كان هناك نيّة بتوسعة الحرب أم لا. فإن ضرب حيفا أو أي مدينة إسرائيلية، سيكون عبارة عن مغامرة مع إسرائيل، التي ستردّ على الردّ، مما يؤدي إلى تفلّت الأمور. وإلّا فإنّ "الحزب" قد يلجأ إلى استهداف قواعد عسكرية في الجولان على سبيل المثال، من خلال مسيرات وصواريخ مكثفة، وهنا يمكن احتواء الموضوع واستيعابه، كي لا يستجلب ردًا آخر.
بالتالي، تبقى تطورات الساعات والأيام المقبلة رهن "الردّ" المرتقب والمتوقّع من "حزب الله"، الذي سبق وفتح جبهة الجنوب اللبناني، التي اعتبر أنّها "جبهة إسناد" لقطاع غزة، حيث تستمر المواجهات والقصف المتبادل بين "إسرائيل" و"الحزب" منذ حوالي تسعة أشهر.
وهذه هي أول غارة إسرائيلية ضد هدف كبير لحزب الله في العاصمة اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.