ضرب «نووي إيران»؟.. إسرائيل ترصد فرصة وأمريكا غارقة في الحسابات
![موقع لإطلاق الصواريخ في إيران](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/155-120436-israel-strikes-iranian-nuclear-sites_700x400.jpg)
يبدو أن الشرق الأوسط يقف أمام لحظة تصعيد جديدة، حيث تفيد تقارير بأن إسرائيل ترى فرصة لشن ضربة قوية ضد منشآت إيران النووية
إذ قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الخميس، إن إسرائيل ترى في تراجع إيران، فرصة سانحة لاستهداف قدراتها النووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، قولهم إن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس السابق جو بايدن وبداية فترة الرئيس الحالي دونالد ترامب، خلصت إلى أن إسرائيل "ترى فرصة" لتنفيذ ضربات كبيرة على المواقع النووية الإيرانية خلال العام الحالي.
وأشار المسؤولون إلى أن الاستنتاج الأول جاء ضمن تقييم تحليلي تم إعداده مع اقتراب انتهاء ولاية إدارة بايدن، حيث سلّط التحليل الضوء على المخاطر الناجمة عن المزيد من الأنشطة العسكرية ذات المخاطر العالية في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب تراجع قدرات إيران خلال العام الماضي.
وخلص التحليل الاستخباراتي إلى أن إسرائيل ستسعى لإقناع إدارة ترامب بدعم الضربات، معتبرة أن فرص انضمامه للهجوم أكبر من بايدن، خاصة مع تزايد المخاوف من اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي، وفقاً لشخصين مطلعين على التقرير الاستخباراتي.
وأعدّ مجمع الاستخبارات الأمريكي، تقريراً ثانياً قُدِّم خلال الأيام الأولى من إدارة ترامب، أكد مجدداً، أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات على المنشآت النووية الإيرانية، وفق ما ذكره أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين لـ"وول ستريت جورنال".
دعم أمريكي؟
ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون، إن أي هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، سيحتاج على الأرجح إلى دعم عسكري أمريكي وإمدادات بالذخائر، نظراً لتعقيد هذه المهمة.
في المقابل، هددت إيران سابقاً بالرد إذا تعرضت مواقعها النووية للهجوم، لكنها الآن في وضع أضعف بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقعها العسكرية العام الماضي، والخسائر الفادحة التي لحقت بوكلائها الإقليميين، بما في ذلك حزب الله وحماس.
وخلال فترة الانتقال الرئاسي، ناقش بعض أعضاء فريق ترامب إمكانية شن إسرائيل ضربات استباقية على المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك احتمال مشاركة القوات الأمريكية في حملة قصف. أما الآن، كرئيس، فقد صرح ترامب بأنه يفضل الحلول التفاوضية.
وكتب ترامب الأسبوع الماضي على منصة "تروث سوشيال": "التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، ستقوم بقصف إيران، مبالغ فيها إلى حد كبير".
وكانت طهران أشارت إلى أنها منفتحة على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، إذ قال وزير خارجيتها للتلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي: "إذا كانت العقبة الرئيسية أمام الولايات المتحدة هي سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، فيمكن حلها. موقف إيران من الأسلحة النووية واضح".
فيما قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن "الخط الأحمر لترامب هو عدم السماح لإيران بامتلاك قدرات نووية".
هجوم كبير
في السياق ذاته، يرى محللون إسرائيليون أن أي هجوم على المواقع النووية الإيرانية يجب أن يكون واسع النطاق لضمان تدمير منشآت متعددة، بعضها في مواقع محصنة تحت الأرض، بحيث لا تتمكن إيران من إعادة بناء ما تم تدميره بسرعة.
وقال يعقوب عميدرور، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي: "إسرائيل ستكون في وضع أفضل إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد تتخلى بموجبه إيران عن برنامجها النووي". لكنه أضاف: "إذا لم يكن بالإمكان تحقيق اتفاق جيد، فستضطر إسرائيل للتحرك ضد المشروع النووي الإيراني".
وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد أصدرت في ديسمبر/ كانون الأول تحذيراً، شديد اللهجة بأن إيران قد تتجه نحو تطوير أسلحة نووية.
وأشار التقرير إلى أن إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم عالي التخصيب، ويُعتقد أنها تعمل على التفاصيل الفنية لإكمال تصنيع قنبلة إذا اتخذت القرار السياسي بذلك.
وخلال العام الماضي، تمكنت إسرائيل من تصفية كبار قادة حزب الله اللبناني، أحد أهم حلفاء إيران، وتدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية، إضافة إلى إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية.
كما أن سقوط نظام الأسد في سوريا حرم إيران من أحد أهم حلفائها ومنصة رئيسية لممارسة نفوذها في المنطقة.
من جانب آخر، فشلت الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل في تحقيق أضرار كبيرة.
كما تعاني القيادة الإيرانية من أزمة اقتصادية حادة ناجمة عن سوء الإدارة والفساد والعقوبات الثقيلة، مما جعل البلاد في موقف ضعف متزايد وسط تصاعد الضغوط الدولية.
aXA6IDUyLjE0LjE4Ny4zMSA=
جزيرة ام اند امز