الميدان يسبق المفاوضات.. إسرائيل تلوّح بعملية عسكرية في غزة

لوّح الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة، حال فشلت مفاوضات التوصل لاتفاق تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار.
ووفق ما تُخطط له المؤسسة العسكرية، فإن العملية ستتركز على مدينة غزة والمخيمات الوسطى ودير البلح، وهي المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حركة «حماس» لا تزال تحتفظ فيها برهائن إسرائيليين، الأمر الذي يجعل مثل هذه العملية مثار جدل واسع داخل إسرائيل.
ومن ناحية أخرى، فإن تنفيذ عملية كهذه مرفوض من قِبل العديد من الدول، باعتبار أنها ستشمل إخلاء شمال ووسط قطاع غزة بالكامل من السكان نحو الجنوب.
ويدعم الجيش الإسرائيلي التوصل إلى اتفاق، وقد أشار مرارًا إلى أن الحرب استنفدت أهدافها، إلا أنه يؤكد دائمًا أنه رهن قرار المستوى السياسي.
ويُمهّد الجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية، بالتحذير من أنها قد تمسّ بالرهائن الإسرائيليين في غزة، وهو أمر لا يلقى قبولًا في الشارع الإسرائيلي.
وقال موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، الأحد: «تحذر المؤسسة الأمنية من أنه في حال عدم إحراز تقدّم في المفاوضات خلال الساعات المقبلة، فمن المتوقع أن يوافق المستوى السياسي على مناورة باتجاه قلب غزة وتطويق المخيمات الوسطى. في الخلفية: قلق بالغ على مصير الرهائن».
وأشار إلى أنه «في الأيام الأخيرة، كانت هناك رسائل إيجابية للغاية من جهاز الأمن والمصادر السياسية حول التقدم في صفقة إطلاق سراح الرهائن من حماس، لكن الوقت مضى ولم يتم الإعلان عن أي اختراق حقيقي».
وأضاف: «وفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن الجانبين، أي حماس وإسرائيل، حريصان على التوصل إلى اتفاق، لكن لا تزال هناك خلافات يمكن حلها خلال الساعات المقبلة».
كما نقل الموقع عن هذه المصادر قولها إن «المستوى السياسي لن ينتظر طويلًا، وسيضطر إلى ممارسة ضغط عسكري إضافي على حماس، حيث تتمثل أجندة المناورة في قلب مدينة غزة، مع نقل السكان إلى جنوب القطاع، وتطويق المخيمات الوسطى ودير البلح».
وبحسب مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى: «بقدر ما يبدو الأمر غريبًا، فبعد كل أيام القتال الطويلة التي مرت، لا تزال هناك مقاهٍ ومطاعم تعمل في مدينة غزة، بما في ذلك متاجر ومناطق تجارية. وإذا قرر المستوى السياسي نقل السكان من هناك، فسيكون ذلك تطورًا دراماتيكيًا بالنسبة لحماس».
وأشار الموقع إلى أن «الجيش الإسرائيلي لا يزامن عملياته مع ما يُعرف بالساعة العامة، لأنه يسعى إلى التقدم على مراحل وبطريقة آمنة، لتقليل الأضرار التي قد تلحق بالقوات».
5 محاور رئيسية
وردًا على سؤال: «ماذا سيحدث بالفعل؟» في حال إطلاق العملية الجديدة، أجاب الموقع بأن هناك خمسة محاور: فيلادلفيا، وموراج، ونتساريم، ومنطقة القرارة، وجباليا وبيت لاهيا.
بيت حانون:
أفاد الموقع بأن «قوات الجيش الإسرائيلي تخوض معركة ضد قائد كتيبة بيت حانون، وتحت قيادته عشرات المسلحين الذين يختبئون تحت الأرض معظم الوقت».
وأضاف: «تكمن أهمية هزيمة هذه الكتيبة في أنها لا تهدد القوات على الأرض فقط، بل تقترب أيضًا من الخط الأول للمنازل عند الحدود، وعلى خط السكك الحديدية ومدينة سديروت» الواقعة في غلاف غزة.
وتابع: «قدّرت مصادر عسكرية أن مقتل قائد كتيبة بيت حانون سيؤدي إلى كسر معنويات المسلحين في المنطقة».
وتشهد المنطقة، في الأيام الأخيرة، غارات جوية عنيفة بعد أن حاصرتها عدة فرق عسكرية، إلا أن هجمات المسلحين ضد القوات الإسرائيلية لا تزال متواصلة، وكان آخرها مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين الأسبوع الماضي.
جباليا:
وأشار الموقع إلى أن «المدينة الواقعة شمال قطاع غزة، على بعد أربعة كيلومترات من مدينة غزة، تنقسم إلى مدينة جباليا، ومنطقة النزلة، وقرية جباليا، ومخيم اللاجئين».
وقال: «تعمل قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة منذ أكثر من أسبوع بهدف دحر المسلحين المنتشرين فيها، والذين يتحصنون داخل المباني مستفيدين من بقايا شبكة الأنفاق».
وأضاف: «إن حسم معركة قرية جباليا سيمهّد الطريق للجيش الإسرائيلي نحو قلب مدينة غزة، ويُغلق الدائرة بين بيت حانون وبيت لاهيا».
الغارات الجوية:
خلال القتال، واصل الجيش الإسرائيلي شنّ غارات جوية، ركّز بعضها في الأيام الأخيرة على مناطق في دير البلح، وأحياء من مدينة غزة، خاصة حي الزيتون، والمواصي جنوب القطاع، ومدينة خان يونس.
وفي الأيام الثلاثة الماضية، بما فيها الساعات الأخيرة، وسّع سلاح الجو الإسرائيلي نطاق هجماته.
منطقة خان يونس:
قال الموقع إن «القتال في المنطقة الجنوبية يعتمد بشكل أساسي على حركة كماشة تهدف إلى تركيز المسلحين في نقاط محددة وقتل أكبر عدد ممكن منهم».
وأضاف: «في الوقت ذاته، يجري تنفيذ جهد هندسي مكثف لتحديد مواقع البنى التحتية الكبرى تحت الأرض وتدميرها، ما يُجبر المسلحين على الظهور فوق الأرض والاشتباك مع القوات البرية وسلاح الجو الإسرائيلي».
الجهد الإنساني:
ذكر الموقع أن «توزيع المساعدات الإنسانية مستمر في جنوب قطاع غزة رغم ضغوط نشطاء حماس، فيما يروّج المستوى السياسي لفكرة إقامة «مدينة إنسانية» على أنقاض رفح، تستوعب نحو 600 ألف فلسطيني يخضعون لتفتيش أمني قبل دخولهم إلى «مساحة خضراء» خالية من القتال».
رفح:
قال الموقع إن «الذراع العسكري لحماس لا يزال متمسكًا بمنطقة رفح، ورغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور موراج، فإن حماس ما زالت ترسل مسلحين لتحدي القوات الإسرائيلية في المنطقة».
بيت حانون ستُدمَّر بالكامل
من جانبه، نقل المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، الأحد، عن ضباط عسكريين في غزة قولهم إن «منطقة بيت حانون ستُدمَّر بالكامل».
وأشار إلى أنه، في المقابل، «يختلف الخطاب داخل إسرائيل، خاصة في استوديوهات التلفزيون، حيث تتزايد التساؤلات حول هدف الحرب ومسارها، لا سيما بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من زيارته إلى الولايات المتحدة دون التوصل إلى صفقة رهائن».
وأضاف: «المفاوضات غير المباشرة مع حماس لا تزال متعثرة. ما لم يصل المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة بتفويض واضح للضغط على الأطراف، فإن الحديث عن تقدم يبقى سابقًا لأوانه».
وأوضح: «على الأرض في غزة، يتركز عمل الجيش الإسرائيلي على أعمال الهدم التي تقوم بها الجرافات ومنصات الحفر، بينما تتمثل المهمة الرئيسية للجنود في تأمين مواقع العمل هذه. وفي بعض الأحيان، يتقدمون بحذر تحت غطاء ناري لإتاحة الفرصة لجنود سلاح الهندسة القتالية لدخول مناطق حضرية جديدة».
وأشار هارئيل إلى أن «المدنيين فرّوا من بيت حانون منذ فترة طويلة، مع استئناف الجيش الإسرائيلي لهجومه في مارس/آذار، كما اختفت حماس من المنطقة. ويُقدّر مسؤولون عسكريون أن ما بين 70 و80 من عناصرها لا يزالون هناك، بقيادة قائد كتيبة ذي خبرة نسبية، ويُعتقد أن معظمهم يختبئون داخل أنفاق».
وقال: «في الوقت الراهن، يدور القتال من طرف واحد تقريبًا، ولا يظهر مقاتلو حماس إلا لفترات وجيزة لشنّ هجمات محدودة. حدث ذلك الأسبوع الماضي، عندما خرجوا لزرع عبوة ناسفة بدائية الصنع، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود من كتيبة «نيتسح يهودا» وإصابة 14 آخرين. وعند تعرض الجنود للهجوم، لم يكن لديهم هدف واضح للرد عليه».
وختم بالقول: «لا يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هناك رهائن في المنطقة، وتركّز القوات عملياتها بالكامل على تدمير البنية التحتية».
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز