بايدن وهرتسوغ.. "إصلاحات نتنياهو" لم تؤثر على التعاون المشترك
ملفات عدة طرحت على مائدة لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض، الثلاثاء.
وجاءت خطة الإصلاحات القضائية التي تتبناها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتلقى معارضة شديدة داخل إسرائيل على رأس الملفات التي ناقشها الرئيسان، بحسب البيت الأبيض.
ولا تخفي واشنطن معارضتها للإصلاحات القضائية، التي تسعى لإقرارها حكومة نتنياهو التي وصفها بايدن في وقت سابق بأنها "متطرفة".
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وهرتسوغ ناقشا "الحاجة إلى نهج يستند إلى توافق في الرأي" فيما يتعلق بحزمة التعديلات القضائية التي اقترحها نتنياهو.
كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي بالإضافة إلى العلاقات الدفاعية المتنامية بين طهران وموسكو، وفق المصدر ذاته.
ونقل البيان عن بايدن قوله خلال اللقاء الذي عقد بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث خاطب هرتسوغ قائلا "تعلم كم أن حبي لإسرائيل متجذّر ودائم".
وقال بايدن إن البلدين يعملان معا لتعزيز الاستقرار والتكامل في الشرق الأوسط، مضيفا أن "هناك الكثير من العمل الشاق.. لدينا كثير مما يتعين فعله، لكن هناك تقدما".
ويعد منصب الرئاسة في إسرائيل شرفيا، ورغم ذلك دخل هرتسوغ على خطة أزمة التعديلات القضائية حيث عرض استضافة حوار يجمع الحكومة والمعارضة في محاولة لتقريب وجهات النظر، ووقف المظاهرات المعارضة للحكومة والمستمرة منذ نحو 28 أسبوعا.
وقال هرتسوغ "بعض أعدائنا يخطئون أحيانا في فهم حقيقة أنه قد يكون بيننا بعض الاختلافات ويظنون أنها تؤثر على رباطنا الذي لا ينفصم".
وتوترت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والتعديل القضائي الذي تسعى حكومة نتنياهو اليمينية إلى إقراره ولاقت بسببه انتقادات عنيفة من المحتجين.
وسيلقي هرتسوغ الأربعاء خطابا خلال جلسة لغرفتي الكونغرس في زيارة ستشّكل فرصة لتؤكد واشنطن دعمها لتحالف يعد من الأقوى والأكثر رسوخا للولايات المتحدة في العالم.
وبادر بايدن لتأكيد تصميم واشنطن على منع إيران من حيازة سلاح نووي كما بحث في التقارب الدبلوماسي الإقليمي الذي شهد تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل وتعزيزها.
لكن طيف نتنياهو، الزعيم الممسك بالسلطة في إسرائيل، كان طاغيا على الاجتماع.
العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو متوترة منذ عاد الأخير إلى السلطة على رأس ائتلاف حكومي متشدد في ديسمبر/كانون الأول.
وقال عدد من المشرعين المنتمين إلى حزب بايدن الديموقراطي إنهم يدرسون مقاطعة خطاب هرتسوغ في الكونغرس تعبيرا عن احتجاجهم على سجل حكومة نتنياهو المتعلق بحقوق الإنسان.
واجتمع هرتسوغ أيضا في واشنطن مع كاملا هاريس نائبة الرئيس وأنتوني بلينكن وزير الخارجية وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي.
مخاوف مقلقة
وعشية زيارة هرتسوغ، خفّض بايدن منسوب التوتر مع نتنياهو بموافقته على لقاء نتنياهو في وقت لاحق من العام الحالي، دون تحديد مكان اللقاء.
وجاءت دعوة نتنياهو للقاء بايدن بعد نحو 7 أشهر من توليه منصبه، في سابقة تعكس جفاء بين الجانبين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين إن اللقاء سيعقد على الأرجح في أواخر العام، ربما "في الخريف"، أي في التوقيت الذي تنعقد فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي محادثة هاتفية الإثنين، أبلغ نتنياهو الرئيس الأمريكي بأن مشروع القانون سيتم إقراره الأسبوع المقبل في الكنيست الإسرائيلي، وأنه يعتزم "التوصل إلى تأييد شعبي واسع النطاق لما تبقى من المشروع خلال فترة العطلة الصيفية".
وبحسب بيان للبيت الأبيض، فإن بايدن "أعرب عن قلقه بشأن التوسع المستمر للمستوطنات اليهودية" و"شدد على وجوب اتخاذ إجراءات للحفاظ على قابلية" إقامة دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل.
وفي ما يتعلق بالإصلاحات القضائية، شدد بايدن على أن "القيم الديموقراطية المشتركة كانت دائما ويجب أن تظل سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وكان بايدن قد صرّح لشبكة "سي إن إن" في وقت سابق هذا الشهر بأن نتنياهو يرأس "حكومة هي من الأكثر تطرفا".
ونبه كيربي إلى أن موافقة بايدن على لقاء نتنياهو لا تعني "أن لدينا مخاوف أقل بشأن هذه الإصلاحات القضائية، أو مخاوف أقل بشأن بعض الأنشطة والسلوكيات المتطرفة من قبل بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية"، مضيفا أن "هذه المخاوف لا تزال قائمة.. إنها مثيرة للقلق".
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز