اليوم الـ96 للحرب بغزة.. شبح «الجزيرة المهجورة» ونافذة تفاوض

تتجهز إسرائيل لمرحلة "الجزيرة المهجورة" في الشمال، وتعاني لترتيب أوضاع قطاع غزة الصعبة، لكن الولايات المتحدة ترى "نافذة للتفاوض".

وفي اليوم الـ96 للحرب في القطاع، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، أن المدير العام لوزارة الصحة وجه جميع المستشفيات في إسرائيل بأن تكون قادرة على التحول إلى وضع الطوارئ في غضون 24 ساعة من مطالبتها بذلك.

وأضافت الهيئة أن الوزارة أمرت المستشفيات بالاستعداد لاستقبال آلاف المصابين، على خلفية ارتفاع حدة التصعيد في القطاع الشمالي مع حزب الله اللبناني، الأيام الأخيرة.

كما وجهت الوزارة الإسرائيلية مستشفيات الشمال "زيف" في صفد، ومركز الجليل الطبي في نهاريا، للاستعداد لـ"وضع الجزيرة المهجورة" أي لاحتمال البقاء لأيام دون إمدادات طبية وأدوية وغذاء، على حد قول الهيئة.

مناوشات

وأعلن حزب الله اللبناني أمس، استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي "في إطار الرد" على اغتيال القيادي العسكري البارز في صفوفه وسام الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.

فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن "طائرة معادية سقطت في قاعدة" تابعة له في شمال إسرائيل، "من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار".

ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية "إسناداً" لغزة، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وبلغ عدد القتلى في لبنان منذ بدء التصعيد على جانبي الحدود 186 شخصاً، بينهم 140 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها "فرانس برس". فيما أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

وفي قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط احتياط خلال معارك جنوبي قطاع غزة أمس، ليضاف إلى 9 من ضباطه وجنوده سبق وأعلن مقتلهم أمس. فيما أصيب 27 جنديا في المعارك خلال الـ24 ساعة الماضية. 

"نافذة تفاوض"

إلى ذلك، حضّ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء على تفادي إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين في قطاع غزة، معتبرا أن هؤلاء، وخصوصا الأطفال، يدفعون ثمنا "باهظا جدا".

وبلينكن الذي تقدّم بلاده أكبر دعم سياسي وعسكري لإسرائيل في هذه الحرب، زار الدولة العبرية بعد جولة إقليمية تهدف إلى الحؤول دون اشتعال المنطقة نتيجة تداعيات الحرب في قطاع غزة.

وخلال لقائه نتنياهو، أكد بلينكن "أهمية" أن تتجنب إسرائيل إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين في قطاع غزة حيث سقط أكثر من 80 ألفا بين قتيل وجريح، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي إسرائيل إلى "الكف عن اتخاذ خطوات تقوض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم في شكل فاعل".

فيما نقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن وزير الخارجية الأمريكي قوله إنه يعتقد أن حركة "حماس" ستنخرط في المفاوضات لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

"مرحلة جديدة"

ومع دخول الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل شهرها الرابع متسبّبة بالمزيد من الضحايا والدمار وبأزمة إنسانية متعاظمة، أعلن الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة جديدة تشمل تنفيذ عمليات أكثر استهدافا في وسط قطاع غزة وجنوبه.

وبعدما قصفت بشكل عنيف شمال القطاع في بداية الحرب، تركّز إسرائيل حاليا قصفها على وسط القطاع وجنوبه حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين الذين نزحوا هربا من الحرب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن المرحلة الجديدة تتضمن تقليص عدد الجنود على الأرض وعدد الضربات الجوية، مشيرا إلى أنه سيتم خفض عدد القوات المنتشرة اعتبارا من يناير/كانون الثاني.

وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23210 قتلى منذ بدء العمليات العسكرية ردّاً على هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتسبّب هجوم حماس غير المسبوق بمقتل نحو 1140 شخصاً في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا إلى أرقام إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصا، لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 185 عسكريا قتلوا منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول، من بينهم تسعة قضوا الإثنين في أحد أكثر الأيام دموية له منذ بدء الهجوم البري.