الضم الإسرائيلي.. ترقب عالمي وغضب فلسطيني
نتنياهو حدد الأول من يوليو موعدا لبدء تطبيق مخطط ضم أراض بالضفة الغربية، فأين تتجه المؤشرات؟
إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تتوجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، حيث الموعد الذي حددته إسرائيل لبدء تطبيق خطة الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية، في خطوة قد تؤدي إلى توتر على الأرض، تزامنا مع دعوات للخروج في مسيرات رافضة للمخطط.
فقبل ذلك، حدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأول من يوليو/تموز، موعدا لبدء تطبيق جزء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، في مخطط يشمل ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن.
مؤشرات التدرج في الضم
وفيما لم تعلن رئاسة الحكومة الإسرائيلية عن أية جلسة لها أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، اليوم، توقعت محطات التلفزة العبرية أن يصدر نتنياهو بيانا يعلن فيه عزمه تنفيذ تدريجي لمخطط الضم.
ومارس الفلسطينيون والدول العربية والمجتمع الدولي ضغوطا كبيرة على نتنياهو لوقف مخطط الضم، غير أنه ما زال متمسكا بمخططه وإن كان من المرجح أن يتجه إلى تنفيذ تدريجي يبدأ بالكتل الاستيطانية الكبرى القريبة من مدينة القدس وتحديدا (معاليه أدوميم) ، شرق المدينة و(غوش عتصيون) ، جنوب القدس.
شرخ في حكومة الاحتلال
لكن في المقابل، أحدثت الضغوط شرخا داخل الحكومة الإسرائيلية، ما جعل مخطط نتنياهو ضم 30٪ من الضفة الغربية دفعة واحدة وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعيد المنال.
فبينما حدد نتنياهو اليوم الأربعاء، موعدا لبدء عملية الضم، اعتبر شريكه وزير الدفاع بيني جانتس، أن التعامل مع تفاقم أزمة فيروس كورونا في إسرائيل هو الأكثر إلحاحا.
ويأمل نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية حول خرائط الضم في غضون الأيام القريبة المقبلة.
وفي هذا الصدد، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي خطة ترامب للسلام بالجيدة وقال إنها "تتضمن صيغة مسؤولة ومتزنة للانفصال عن الفلسطينيين".
وخلال اجتماعه مع الموفد الأمريكي الخاص آفي بيركوفيتش، أمس، أكد أشكيناوي "ضرورة دفع الخطة إلى الأمام من خلال حشد أكبر عدد من الشركاء قدر الإمكان".
غير أن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية تسفي هاوزر، صرح للإذاعة الإسرائيلية ، اليوم الأربعاء، أنه "يجب التوصل إلى تفاهمات مع الأمريكيين وعندها الإسراع في فرض السيادة".
وأضاف في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية " عامل الوقت هو حاسم، و التريث قد يرفع الثمن الذي ندفعه جميعا".
أما النائب البارز في حزب "الليكود" آفي ديختر، فقد دعا الحكومة إلى "فرض السيادة الإسرائيلية على التجمعات السكنية اليهودية كافة في يهودا والسامرة" أي المستوطنات بالضفة الغربية.
وقال للإذاعة العبرية: " إسرائيل معنية بأن تتفهم الولايات المتحدة ودول صديقة أخرى هذه الخطوة، إلا أنه يجب عدم انتظار الضوء الأخضر منها".
مسيرات غضب
في المقابل، يترقب الفلسطينيون ما ستقدم عليه الحكومة الإسرائيلية اليوم الأربعاء أو في الأيام والأسابيع القادمة بشأن الضم.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ" العين الإخبارية" إن "القيادة الفلسطينية ستلتئم بشكل طاريء فور صدور أي إعلان إسرائيلي بشأن الضم من أجل الإعلان عن موقفها".
وأضاف المسؤول ، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "لا فرق بين ضم صغير أو كبير، بين ضم المستوطنات أو غور الأردن أو كليهما ، فجميعها أراض فلسطينية وموقفنا هو أننا لن نقبل ضم ولو شبر واحد من أرضنا".
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى مسيرات ووقفات واحتجاجات في أنحاء الضفة الغربية تزامنا مع حلول الموعد الذي حدده نتنياهو لبدء تنفيذ عملية الضم.