بالصور.. لافتات إسرائيلية تقلق مزارعي غزة
ينتاب مزارعو غزة في مناطق التماس مع السياج الحدودي حالة من القلق، بعد وضع إسرائيل لافتات تطالبهم بإزالة الزراعات.
ولأول مرة، وضعت القوات الإسرائيلية لافتات في الأطراف الشرقية لأراض زراعية شرق خان يونس، خلال عملية توغل نفذتها في المنطقة.
وخلال جولة للصحفيين برفقة مزارعين ومسؤولين من وزارة الزراعة في المنطقة، صباح الخميس، أطلقت القوات الإسرائيلية أعيرة نارية تحذيرية لإبعادهم.
وقال المزارع أحمد ماضي، لـ"العين الإخبارية"، إنه فوجئ لدى وصوله الأرض التي يزرعها بلافتات تطالبه بإزالتها في مهلة غير محددة.
ويستأجر ماضي مع أقاربه 300 دونم ويزرعونها، حيث تشكل المنطقة سلة القطاع من الخضراوات.
وذكر أنه لدى وصوله، الأربعاء، للأرض اكتشف وجود توغل لقوات إسرائيلية بعدة جرافات في المنطقة تقوم بأعمال تجريف وتسوية، وقبل أن تغادر وضع عدد من الجنود لافتات تطالبه بإخلاء الأرض.
ويقع جزء من أرض ماضي ضمن ما يعرف بالمنطقة العازلة مقيدة الوصول، شرق قطاع غزة، وتمتد على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، بطول نحو 62 كم، وبعمق يتراوح بين 300 متر إلى 1500 متر.
وجاء في اللافتات، التي كتبت باللغتين العربية والعبرية،: "أيها المزارع محاصيلك الزراعية اخترقت المنطقة المسموحة للزراعة وإذا لم تنقل جميع المحاصيل في مهلة زمنية محددة سنعمل لإزالتها"، دون تحديد هذه المهلة.
ويؤكد المزارع ماضي أنه و50 عاملا يعتاشون من العمل في هذه الأرض المزروعة بالبطاطا، مشيرا إلى أنه يصعب عليهم إزالتها وسيواصل زراعتها مهما كان الثمن.
المنطقة العازلة
وتمثل المنطقة البرية العازلة 17% من مساحة قطاع غزة، وغالبيتها أراض زراعية، وتمثل ما مساحته 35 %من مساحة الأراضي الزراعية في القطاع، وفق تقارير حقوقية.
المزارع أبو محمد عبر عن قلقه، في حديث لـ"العين الإخبارية"، مما حدث، مشيرًا إلى أنهم دفعوا مبالغ كبيرة في هذه الأرض ويواجهون خطورة كبيرة في الوصول لها.
وذكر أن المحصول في حاجة إلى 30 يوما لنضوجه، ولدينا قلق بأن يذهب تعبنا سدى في حال تجريفها، مطالبا بحماية حقهم في زراعة الأرض وفلاحتها.
وأشار إلى أن الأرض مزروعة بالبطاطا وهي لا تشكل أي خطر ولا تشكل أي عائق للرؤية أمام القوات الإسرائيلية.
واعتاد الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات توغل وتجريف في المنطقة الحدودية، وكذلك رش مبيدات بين الحين والآخر لإزالة المزروعات والحشائش، لمنع عوائق الرؤية أمام الجنود لكشف أي محاولة للاقتراب من الحدود.
من جانبه، أدان حسام أبوسعدة، مدير زراعة خان يونس، التجريف الإسرائيلي للمناطق الحدودية، الذي رأى أنه يأتي ضمن خطة ممنهجة لتدمير الاقتصاد.
ودعا إلى حماية المزارعين، متعهدا بالعمل على دعمهم وتوجيه المشاريع لتعزيز صمودهم.
وأشار إلى أن المنطقة تتعرض لاعتداءات متكررة بالتجريف ورش المبيدات، ولكنها المرة الأولى التي توضع فيها لافتات من هذا النوع.