«عرفنا أننا لا نعرف».. الجيش الإسرائيلي عن «متاهة» أنفاق غزة
"إنها مثل شبكة العنكبوت إذا قطعت نفقا واحدا فهناك أنفاق بديلة تلقائيا، ويمكن لذلك أن يستمر".. هكذا وصف مصدر أمني إسرائيلي مطلع على شبكات الأنفاق تحت غزة.
وقال خبير أمني إسرائيلي آخر "إنها مثل الشرايين والأوردة، كلها مترابطة ومتداخلة مع تدفق الدم داخلها".
وبمرور أكثر من 9 أشهر على الحرب في غزة، تقول القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "يعرف الجيش الإسرائيلي أنه لا يعرف كل شيء عن مشروع الأنفاق الضخم، عن المدينة تحت الأرض".
وأضافت "تم تطوير تقنيات مختلفة على مر السنين للتعامل مع المشروع السري، وحتى الآن كانت هناك نجاحات كبيرة وإخفاقات مدوية، وتم استخلاص الدروس منها في إسرائيل من أجل اختراع الشيء التالي الذي سيغير الصورة".
وتابعت "منذ سنوات عرفت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية عن الأنفاق في قطاع غزة، وحققت فيها وجمعت معلومات استخباراتية عنها، وكذلك حقيقة أن الأنفاق كانت بنية تحتية قضت على تفوق إسرائيل فوق الأرض".
وقال مصدر في الجيش الإسرائيلي "لقد وضعنا تقديرات، دون تحديد عدد الكيلومترات، كانت قريبة جدا من الواقع فيما يتعلق بعدد الأنفاق".
ولكنه استدرك "حتى الآن لا نعرف الصورة الكاملة، وليس لدينا قبضة محكمة ومطلقة على مشروع الأنفاق بأكمله".
واستنادا إلى القناة الإسرائيلية فإنه "خلال حرب فيتنام، حفر مقاتلو الفيتكونغ أنفاقا قتلت العديد من الجنود الأمريكيين، باستخدام تقنيات قتالية مثل الكمائن أو العمل من أماكن الاختباء".
وقالت "الآن، بعد نحو 60 عاما عادت التكنولوجيا المنخفضة وكان على الجيش التكيف".
وحول ما واجهه الجيش الإسرائيلي فوق الأرض في غزة قال مصدر أمني إسرائيلي "بدأت فجأة هجمات على قوات المناورة، لقد تم ذلك بطريقة متزامنة".
وأضاف "لقد عرف المسلحون طرق التنقل ونقل الوسائل اللوجستية من أي منطقة إلى أي منطقة داخل قطاع غزة تحت الأرض، وفهم الجيش الإسرائيلي أن هذا ليس نفقا واحدا يمتد من الشمال إلى الجنوب، وإنما هي مجموعة أنفاق من نقطة إلى أخرى".
وقالت القناة الإسرائيلية: "ردا على سؤال واحد صعب وربما مؤلم، كان الضابط مقتضبا ومراوغا إلى حد ما: إذا كان الجيش الإسرائيلي يعرف بالفعل الكثير عن مشروع الأنفاق الوحشي والخطير، فكيف لم يتحرك لإحباطه، أليس هذا في حد ذاته فشلا إسرائيليا على نطاق 7 أكتوبر/تشرين الأول؟ وكان جوابه أن الجيش الإسرائيلي في خضم عمليات استجواب داخلية لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول وما سبقها".
وأضافت: "ووفقا له، فإن التحقيقات تجري حاليا وعندما يتم الانتهاء منها سيتم تقديمها بشفافية للجمهور، وأشار أيضا إلى أنه قبل الحرب نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات علنية وسرية لإحباط أنفاق تحت الأرض".
وأشارت إلى أنه "بدلا من التعامل مع كل نفق على أنه مهم، وبالتالي فقدان الأولويات الفعالة، قرر الجيش الإسرائيلي الذهاب إلى مراكز الثقل التي يكون ضررها منهجيا وفي بعض الأماكن استراتيجيا أيضا".
وقالت "وهكذا ولدت فكرة رسم خرائط للمساحات تحت الأرض وتحليلها على أساس المعلومات الاستخباراتية التي بدأت تتراكم في الحرب، التي تم توجيه القوات إليها فوق الأرض، من أجل ضرب تلك النقاط التي من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى إلحاق ضرر منهجي أو استراتيجي بحماس، وهي ضربة يجب أن يكون تأثيرها قويا لدرجة أنها ستشعر بها لسنوات قادمة، سواء استمرت في العمل كمنظمة في قطاع غزة أم لا".
وذكرت أن الحديث يدور على مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تكلفت الملايين ويمنع على المدنيين الفلسطينيين الوصول إليها.
وأضافت: "تم إقامة مواقع إنتاج كاملة تحت الأرض، مما مكن من الاستمرارية العسكرية والقدرات الهجومية، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى تخزين كمية هائلة من الموارد، مثل الصواريخ والمعدات القتالية".
وقال مصدر أمني إسرائيلي: "ما تعلمناه عن الأنفاق يتعلق بشكل أساسي بمستوى النطاق".
وأضاف: "واجهنا العديد من الأشياء التي كنا نعرف أننا سنواجهها، ولكن بكميات أكبر بكثير مما قدرنا: عوائق، أبواب مفخخة، عبوات ناسفة".
وقالت القناة: تشير التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أوقف استخدام نحو 2000 مدخل نفق في جميع أنحاء قطاع غزة، و200 مدخل نفق آخر في رفح وحدها".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA=
جزيرة ام اند امز