«أظافر تحت الجلد».. ماذا يحدث مع الجنود الإسرائيليين بغزة؟
ليست أرض المعركة وحدها ما تؤرق الجنود الإسرائيليين في غزة، بل أشياء أخرى بدأت تزحف لأقدامهم
هذا ما كشفت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير طالعته "العين الإخبارية" على موقعها الإلكتروني.
ووفق التقرير، عالج العشرات من أطباء الأمراض الجلدية مئات الجنود الذين عانوا من التهابات حادة في القدمين في الأشهر الأخيرة.
ونقلت عن أحد الجنود قوله "نخلع جميعا أحذيتنا عدة مرات في اليوم، أو على الأقل في النهاية، لكن الواقع مختلف تماما بالنسبة لجنودنا في قطاع غزة، أشهر الحرب وأسابيع من النشاط العملياتي دون تهوئة للأقدام بدأت تعطي إشاراتها".
ماذا يحدث داخل الحذاء؟
والحذاء العسكري هو حذاء مغلق بشكل جيد، ويتكيف مع الظروف الميدانية ويهدف في المقام الأول إلى حماية القدم من الكدمات.
إلا أن هذا الحذاء المغلق لا يتم تهوئته على الإطلاق، ويضطر الجنود الإسرائيليون أحيانا إلى البقاء في نفس الحذاء لعدة أيام، وفي بعض الحالات يبقى الجنود في نفس الحذاء لمدة أسبوعين أو أكثر.
وهذا يخلق حرارة ورطوبة عالية داخل الحذاء، مما يؤدي إلى تكاثر كميات كبيرة جدا من البكتيريا والفطريات وتسبب العدوى.
ولفتت الصحيفة إلى أن العدوى الأكثر شيوعا لدى العديد من الجنود هي انحلال القرنية، حيث تسبب البكتيريا ظهور رائحة كريهة قوية وحكة وتكوين أخاديد وتقشير في القدم، تصل أحيانا إلى حد النزيف.
وتم تقديم العلاج للجنود المصابين بالمضادات الحيوية عن طريق الفم والعلاج الموضعي للقدم، مع تعليمات لتهوئة القدم قدر الإمكان أثناء النشاط التشغيلي.
وبحسب الصحيفة، أصيب العديد من الجنود بفطريات الأظافر، وهي ظاهرة ليست خطيرة ولا مؤلمة ولكنها تتسبب في تشوه الظفر وتحوله إلى اللون الأصفر.
والعلاج في مثل الحالة الأخيرة هو تناول دواء مضاد للفطريات لمدة 4 أشهر، مع تعليمات بوضع بودرة التلك المضادة للفطريات على القدم والحذاء، وتهوئة القدمين قدر الإمكان.
أظافر تحت الجلد
حالات أخرى واجهها الجنود الإسرائيليون في غزة، وهي ظهور أظافر تحت الجلد، وهي حالة تسبب ألما شديدا وصعوبة في مواصلة الأنشطة العملياتية. وفي بعض الحالات يتم تحويلهم لإجراء عملية جراحية لإزالة أو رفع الجزء المخترق، مع العلاج بالمضادات الحيوية.
ويقول الدكتور إيتي شاريج، طبيب الأمراض الجلدية من مركز مئير الطبي، إن "تأثير الحذاء العسكري يسبب التعرق الزائد، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل نمو البكتيريا والفطريات في القدم في ظروف القتال".
ويوضح أنه مع الوقت فإن الإجهاد الجسدي والأحذية غير المريحة تؤدي أيضا إلى دخول الظفر إلى داخل القدم، فيتعرف الجسم على الظفر كجسم غريب ويسبب عملية التهابية مؤلمة جدا وقد تتطور إلى عدوى.
والتوصية في هذه الحالة وفق الطبيب الإسرائيلي هي "الحفاظ على تهوئة القدم وتجنب التعرق، إلا أنه من الصعب جدا علاج الجنود الذين لا يمكن إخراجهم من النشاط العملياتي".