سلام غزة.. 5 قضايا عالقة

خرج اتفاق السلام في غزة إلى النور، لكن صموده يتوقف على حل بعض القضايا التي لا تزال عالقة.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، كان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والصور الاستثنائية لارتياح الجانبين أفضل دليل على مميزات خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة.
وقد تفاخر جاريد كوشنر، صهر ترامب الذي ساعد في التوسط في الاتفاق، بأن سر نجاح الاتفاق هو "أنهم كانوا مستعدين لترك التفاصيل لوقت لاحق".
لكن صعوبات هذا النهج ستبدأ الظهور الآن، وفق تحليل للصحيفة سلط الضوء على بعض الأسئلة التي يتعين الإجابة عنها حتى تنجح خطة ترامب.
هل ستسحب إسرائيل قواتها؟
حتى الآن، انسحبت إسرائيل من المدن الرئيسية في غزة إلى "الخط الأصفر" الذي يعني أنها تحتل نحو 53% من الأراضي.
نظريًا، ستتبع عمليات الانسحاب مرحلتين إضافيتين الأولى، عند تعبئة قوة استقرار دولية؛ والثانية، إلى "منطقة أمنية عازلة" دائمة.
لكن لغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة كانت مختلفة، حيث قال في بيان الأسبوع الماضي "لا يزال الجيش الإسرائيلي متغلغلاً في عمق قطاع غزة، ويسيطر على جميع نقاط سيطرته.. نحن نحاصر حماس من جميع الجهات".
ودون إغراءات حقيقية لنتنياهو، فإن سوابقه لا تُبشر بالخير، فمؤخرا، احتلّت إسرائيل أراضي جديدة في سوريا إلى أجل غير مسمى، وكانت لا تزال تقصف جنوب لبنان قبل يومين رغم وقف إطلاق النار هناك.
هل سيتم نزع أسلحة حماس؟
يُعدّ نزع سلاح الحركة الفلسطينية ركيزة أساسية في خطة ترامب، لكن مسؤولاً كبيراً في الحركة قال لوكالة الأنباء الفرنسية السبت الماضي إن نزع السلاح "غير وارد".
وأضاف أن "مطلب تسليم أسلحتنا غير قابل للتفاوض".
وحتى لو وافقت حماس نظريًا، فلا توجد أي تفاصيل حول كيفية نزع السلاح عمليًا.
وإحدى الأفكار هي التجميع ونقل المسلحين إلى مواقع مخصصة يسلمون فيها أسلحتهم، لكن هناك تساؤلات حول هذا النهج خاصة أن قادة حماس يدركون جيدًا أنه بمجرد تسليم أسلحتهم، فمن غير المرجح أن يروها مرة أخرى.
كيف ستعمل "قوة الاستقرار الدولية"؟
تنص خطة البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة "ستعمل مع شركاء عرب ودوليين لتطوير قوة استقرار دولية مؤقتة لنشرها فورًا في غزة" لتكون "الحل الأمني الداخلي طويل الأمد".
من الناحية النظرية، يُفترض أن يُعطي هذا إسرائيل ضماناتٍ بإمكانية سحب قواتها دون السماح لحماس بإعادة بناء نفسها.
لكن العديد من التفاصيل المهمة لم تُحسم بعد، فهل ستحظى هذه القوة بتفويض من الأمم المتحدة؟ وما هي التكلفة التي ستطلبها الدول المساهمة؟ وما هي المهام المُكلّفة بها تحديدًا؟
وفي تصريحات سابقة لصحيفة فايننشال تايمز، قال دبلوماسي غربي "لا أحد يتوقع أن تُقاتل هذه القوة حماس"، وأضاف أن مجرد وجود القوة سيُصعّب على أيٍّ من الجانبين استئناف الصراع.
وهناك أسباب للشك في هذا الأمر مثل الهجومٍ الذي شنته مسيرة إسرائيلية بقنبلة يدوية مؤخرًا بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.
هل ستبدأ أعمال إعادة الإعمار؟
تتعهد خطة البيت الأبيض بـ"إعادة بناء وتنشيط" غزة، بالاعتماد على "العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار التنمية الواعدة"، ومع غياب التفاصيل الحيوية مرة أخرى، يبدو من غير المرجح تطبيق "خطة مارشال" سريعة.
سيعمل الفلسطينيون سريعا على تطهير الطرق ومحاولة إعادة الإعمار لكن حجم الدمار هائل ومن جهة أخرى قد تسأل إسرائيل باستمرار عن الضمانات لعدم تحويل أي شيء للاستخدام العسكري، وتضع شروطًا مرهقة على العملية.
وبعد حرب 2014، سارت عملية إعادة الإعمار بوتيرة بطيئة للغاية، وكانت هناك مستودعاتٌ يستطيع من يملكون الأوراق الثبوتية الصحيحة شراء مواد البناء منها، ومع ذلك كان هناك سوق سوداء للمواد.
هل سيكون هناك انتقال إلى حكم بقيادة فلسطينية؟
يبدو أن نتنياهو لا يرغب في قبول الدور النهائي للسلطة الفلسطينية، ويبدو أيضا أن إسرائيل عازمة على خنق الاقتراح الذي تردد حول قبول بعض مهندسي الخطة مثل مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول بأن يكون هناك دور لأعضاء حماس السابقين في مستقبل غزة.