نظام أردوغان يواصل الترحيل القسري للسوريين من إسطنبول
ضبط 12 ألفا و474 أجنبيًا دخلوا إسطنبول عبر الهجرة غير النظامية، وإرسالهم إلى الولايات التي بها مراكز الترحيل
أعلنت ولاية إسطنبول التركية، الخميس، قيامها بترحيل 2630 لاجئا سوريًا إلى مراكز الإيواء المؤقتة بعدد من الولايات المسجلين بها خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 31 يوليو/تموز المنصرم.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الولاية حول الحملة التي أعلنها نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، مؤخرًا؛ لمواجهة الهجرة غير النظامية في إسطنبول، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.
وأوضح البيان أنه خلال الفترة المذكورة "تم ضبط 12 ألفا و474 أجنبيًا دخلوا إسطنبول عبر الهجرة غير النظامية، تم إرسالهم إلى الولايات التي بها مراكز الترحيل التي حددتها وزارة الداخلية (التركية)".
والأحد الماضي، أعلنت ولاية إسطنبول أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين بتركيا يبلغ 3 ملايين و634 ألف لاجئ، منهم 547 ألفًا في مدينة إسطنبول وحدها.
وأضافت أنه بحلول 20 من شهر أغسطس/آب الجاري سيكون قد تم الانتهاء من ترحيل البقية المتبقية من السوريين بالمدينة.
وأشارت إلى أنه تم اتخاذ خطوات جديدة بشأن اللاجئين السوريين بداية من يوم 12 يوليو/تموز الجاري، في إشارة إلى التعليمات التي أعطاها أردوغان خلال اجتماع مع قادة حزبه يوم 11 من ذات الشهر، للبدء في ترحيل السوريين.
وقال أردوغان في الاجتماع المذكور: "توجب علينا فتح أبوابنا للسوريين، لكن سيكون لنا خطوات جديدة في هذا الموضوع، إننا نحثهم على العودة إلى بلادهم، وسنرّحل بالطبع مرتكبي الجرائم، بالإضافة إلى أننا كنا نتوقع الحصول على حصة مساهمة في مقابل الخدمات الصحية التي تلقاها السوريون".
وأضاف: "نحاول توسيع المنطقة الآمنة على امتداد حدودنا بقدر المستطاع حتى يتمكن اللاجئون السوريون في بلادنا من العودة لبلادهم، وفي الوقت الراهن عاد 330 ألف سوري لكنني أعتقد أنه عند حل المشاكل في منبج وشرق الفرات، سيصل العدد سريعا إلى مليون".
يأتي ذلك بالتزامن مع ممارسة تركيا في الآونة الأخيرة ضغوطاً وتضييقاً على اللاجئين السوريين، وتقوم باعتقال الآلاف منهم، بذرائع مختلفة، ما دفع البعض إلى القول إن أزمة اللاجئين السوريين في تركيا مرشحة للتفاقم والتعقيد.
وكشف عن ذلك تصاعد الاحتقان ضدهم، وتزايد الدعوات لإعادة اللاجئين إلى أراضيهم، وقد بدأت هذه الحملات بصورة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، ثم انتقلت إلى الشارع التركي بالتوازي مع خطاب إعلامي بات يرى في اللاجئين تهديداً أمنياً وعبئاً اقتصادياً.
والجمعة الماضية، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التركية بإجبار السوريين على توقيع إقرارات برغبتهم في العودة إلى سوريا طواعية، ثم إعادتهم بعد ذلك قسرا إلى هناك.
المسؤول في المنظمة جيري سيمبسون قال إن تركيا "تزعم أنها تساعد السوريين على العودة طواعية إلى بلادهم، لكنها تهددهم بالحبس حتى يوافقوا على العودة".
في السياق ذاته، قالت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الخاصة، الجمعة الماضية، إن السلطات التركية بدأت بترحيل مئات اللاجئين السوريين إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، التي تشهد الآن معارك طاحنة بين قوات الجيش السوري وإرهابيين.
وذكرت أن "الحكومة التركية ترحل مئات اللاجئين السوريين قسرا وأحيانا مكبلين بالأصفاد والحبال إلى إدلب، رغم خطورة الوضع الأمني في المحافظة السورية.
الصحيفة أوضحت كذلك أن "اللاجئين السوريين يعيشون في قلق وخوف كبير، فالشرطة تبحث بين صفوفهم عن الذين لا يملكون تصاريح إقامة في كل مكان في إسطنبول وغيرها من المدن".
وتابعت: "من تعثر عليه الشرطة ترحله بشكل قسري إلى مناطق سورية لا تزال تشهد أوضاعا أمنية خطيرة وأبرزها إدلب".
والسبت الماضي، فضت قوات الأمن التركية بالقوة مظاهرة نظمها سوريون في مدينة إسطنبول؛ احتجاجا على قرار بلدية المدينة بترحيل غير المسجلين منهم فيها إلى مخيمات بعدد من المدن الأخرى، فضلا عن ترحيل آخرين إلى بلادهم.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA==
جزيرة ام اند امز