برلمانية إيطالية تكشف النقاب عن وجهها بعد اختفاء 27 عاما
آيلو قررت الشهادة ضد قتلة زوجها، ومنذ ذلك الحين أصبحت مصدر معلومات عن المافيا وأدت شهادتها إلى اعتقال عدة رجال عصابات.
من المعتاد أن يترشح نواب "معروفون" للمقاعد البرلمانية، لكن الحال لم يكن كذلك لنائبة إيطالية اضطرت للترشح دون الكشف عن وجهها نظرا لتهديدات من المافيا، لكنها أخيرا كشفت النقاب عن وجهها للعامة بعد فوزها بمقعدها البرلماني.
- بالفيديو.. دالي ولفونتانا في معرض للوحات المافيا في إيطاليا
- المافيا عرضت على ماكسي لوبيز تأديب "الخائن" إيكاردي
وبينما تقف النائبة الإيطالية بيرا آيلو لالتقاط صورة لها لأول مرة منذ 1993، قالت لصحيفة "جارديان" البريطانية، إنها بعد كل هذه السنين التي قضتها خلف الكواليس يمكنها اليوم أخيرا أن تنظر للعالم دون الخوف من إظهار وجهها.
وبينما تبتسم لعدسة الكاميرا، تصف آيلو، المعروفة باسم "السياسية الشبح"، الأمر بأنه "يشبه العودة للحياة"، موضحة "في هذه اللحظة بالذات، أشعر بأنني حرة تماما".
وكانت حياة آيلو (51 سنة) في خطر منذ أن شاهدت اثنين من القتلة المأجورين التابعين للمافيا يقتلان زوجها في 1991، ما اضطرها إلى الدخول في نظام حماية الشهود بعد عامين.
وفي مارس/آذار الماضي، ترشحت لمنصب نائبة مناهضة للمافيا عن حركة فايف ستار في صقلية، وفازت بمقعدها بالرغم من اضطرارها للترويج لحملتها الانتخابية دون الكشف عن هويتها وفي ظل حراسة أمنية.
ولكونها شاهدة مناهضة المافيا لم تتمكن آيلو من إظهار وجهها للعامة أو التصوير أو إقامة فعاليات للحملة الانتخابية بحرية في ساحات المدينة، وغالبا ما ارتدت نقابا لتغطية وجهها، وأصبحت معروفة باسم "المرشحة بلا وجه".
وفي التسعينيات عندما قُتل زوجها أمام عينها، قررت آيلو الشهادة ضد المهاجمين، ومنذ ذلك الحين أصبحت مصدر معلومات عن المافيا وأدت شهادتها إلى اعتقال عدة رجال عصابات.
ولكن مع بقاء بعض رجال المافيا أحرارا، قالت إنها أجبرت على العيش كسجينة في نظام حماية الشهود، واضطرت لتغيير اسمها ومغادرة صقلية.
والعام الماضي، أوضحت أنها قررت إعادة السيطرة على حياتها والترشح لمنصب النائب البرلماني، موضحة أن هدفها كان أن تعرض على البرلمان الظروف المأساوية التي يضطر الذين يقررون الشهادة ضد المافيا للعيش فيها.
ومع حصولها على عضوية البرلمان، قالت آيلو إن تجنب المصورين والكاميرات في روما أصبح معقدا جدا، وتشعر الآن بأنها مستعدة لإظهار وجهها في الأماكن العامة.
ولكنها ستستمر في العيش في ظل الحراسة الأمنية، إذ لا تزال تعتبر هدفا للمافيا خاصة منذ أصبحت ناشطة بارزة مناهضة للمافيا في البرلمان، مشجعة الشهود على التحدث علنا.
واحتفى عدة شهود بانتصارها في البرلمان، بل ودعا البعض إلى تعيينها نائبة لوزير الداخلية في الحكومة الائتلافية الإيطالية الجديدة.