إيطاليا تدعم انتخابات ليبيا.. و"الرئاسي": ملتزمون بالاستحقاق
أكدت إيطاليا في خطاب رسمي دعمها للعملية السياسية في ليبيا، وصولا لأول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد.
وسلم سفير إيطاليا لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو جريمالدي، النائب بالمجلس الرئاسي، موسى الكوني، الثلاثاء، رسالة الدبلوماسية الإيطالية، المؤكدة على الدعم الكامل والمستمر للمسار الانتخابي في ليبيا، وصولاً إلى تحديد قريب لموعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ينتظرها الشعب.
- جلسة مشتعلة للنواب الليبي.. ويناير مهلة لـ"خارطة الطريق"
- انتخابات ليبيا.. الاتحاد الأوروبي يستعجل الاستحقاق
واعتبر الكوني، أن الالتزام من طرف المجلس الرئاسي، بالإسراع في إجراء الانتخابات أنتج مناخًا من الحيوية الوطنية، والحوار السياسي والاجتماعي الذي تبلور خلال هذه الفترة.
وشدد على "ضرورة الأخذ بالاعتبار هذا الزخم الخلاق، الذي تولد من تعلق الشعب بحقه لأول مرة في انتخاب رئيس للبلاد، وأن ما تحتاجه ليبيا، هو رئيس واحد تلتف حوله العملية السياسية، وعدم وجوده ولّد خللاً سياسياً، أثر سلباً على مجريات الأمور في البلاد.
وتناول اللقاء أهمية الشراكة الاستراتيجية والمشاريع المشتركة الداعمة لجهود الإعمار في مناطق الجنوب الليبي، وأكد السفير أن بلاده تعطي أهمية خاصة لدعم المشاريع الزراعية في الجنوب، وحماية الحدود، ودعم التنمية المكانية، والاستثمار في الرأس المالي البشري، بما من شأنه أن يساهم في ازدهار واستقرار المنطقة.
تكامل أفريقي
وفي السياق استقبل الكوني، ظهر الثلاثاء، سفير جمهورية النيجر لدى ليبيا إسياد أغ كاتو، حاملا رسالة أخوية من الرئيس محمد بوعزوم مؤكدة على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الجارين.
وأكد الكوني النائب على أهمية العلاقات التي تربط بين ليبيا والنيجر، باعتبارها العمق الاستراتيجي الطبيعي للببيا، ويجمع بينهما تكامل ثقافي وحضاري ضارب الجذور في تربة التاريخ والجغرافيا. وذلك وفق تكامل وتناغم اجتماعي واقتصادي، كانت فيها الحدود نقطة لقاء وتلاحم.
وأعرب عن أسفه لتحول ذات الحدود إلى مصدر قلق بسبب استغلال العصابات العابرة للحدود وتجار البشر والسلاح، والمجموعات المسلحة المتشددة، صعوبة الظروف الحالية، وتوظيفها للحدود المشتركة لأغراض إجرامية وإرهابية. وهو الأمر الذي يتطلب التنسيق الأمني واللوجستي بين البلدين للتصدي لمثل هذا التهديد والقضاء عليه.
وشدد الكوني على ضرورة التركيز على التبادل الاقتصادي، وضرورة العمل على استكمال الطريق الرابط بين ليبيا والنيجر، والذي سيساهم بشكل كبير في زيادة التبادل التجاري المشترك بين البلدين.
وأكد السفير أن عملية استكمال الطريق الرابط بين البلدين هو حلم لكل النيجر، باعتبارها دولة مغلقة وبحاجة لأن يكون لديها ممر تجاري عبر ليبيا، يسمح لها بالتواصل مع فضاءات أوسع، خاصة مع دول الشمال. الأمر الذي سيؤسس لحراك اقتصادي على درجة من الأهمية، من شأنه أن يخلق الفرق، ويساهم في إنعاش النهضة الاجتماعية والاقتصادية واستقرار المنطقة.
واعتبر السفير أن ليبيا تشكل نقطة الارتكاز لأمن واستقرار المنطقة والقارة، وأن ثبات القدم الليبية هو ثبات لكامل الجوار، وأنها إن اهتزت اهتزت كامل القارة.
مساع دولية
وتسعى البعثات الدبلوماسية في ليبيا إلى إعادة الزخم الانتخابي لهذا البلد الغني بالنفط، وذلك منذ تأجيل الاستحقاق نهاية العام الماضي.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، السفير خوسيه ساباديل، إنه يجب زيادة الحوار بين جميع الجهات الفاعلة في ليبيا على قاعدة ضرورية لبناء خارطة طريق سياسية فعالة.
كما تقود الأمم المتحدة مساع جادة تجريها مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، مرورا بتونس والجزائر وتركيا، حيث كانت آخر محطاتها القاهرة، قبل المغادرة إلى موسكو.
وجددت المبعوثة الأممية، خلال تلك الاجتماعات، أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون عبر حكومة انتقالية أخرى، بل بإجراء الانتخابات، في إشارة إلى محاولة بعض أعضاء مجلس النواب إقصاء الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى بديلة، لإدارة المرحلة المقبلة حتى إجراء الاستحقاق الدستوري.
وطالبت البرلمان الليبي بالتعامل مع القوة القاهرة التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات، مشيرة إلى أن خارطة الطريق لا تزال صالحة، وبالإمكان إجراء انتخابات قبل يونيو/حزيران المقبل.
وأكدت أن ليبيا تمر بمرحلة انتقالية منذ عام 2011، وهي بحاجة إلى مؤسسات دائمة منتخبة ديمقراطيا.