عودة جثمان "ريجيني المصري".. ومطالبات بمعاملة إيطاليا بالمثل
"المعاملة بالمثل"، كانت تلك العبارة هي مجمل ما دار بين المصريين على مواقع التواصل تعليقاً على عودة جثمان الشاب هاني حنفي السيد.
"المعاملة بالمثل"، كانت تلك العبارة هي مجمل ما دار بين المصريين على مواقع التواصل ووسائل الإعلام تعليقاً على عودة جثمان الشاب هاني حنفي السيد، الجمعة، لمطار القاهرة الدولي قادما من إيطاليا في "تابوت"، في عمر الـ29 عاماً، دون أن يتم الكشف عن قاتله.
توفي السيد في أول مارس/آذار الجاري، في ظروف غامضة، في سجن "كالتانيسيتا" الإيطالي، أثناء قضاء عقوبته بالسجن لمدة 4 سنوات. وقالت السلطات الإيطالية إنها عثرت عليه مشنوقاً داخل السجن، في حادث أعاد للأذهان مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بمصر، وما استتبعه من رد فعل غاضب من إيطاليا على المستويين الرسمي والشعبي، وصل إلى قرار البرلمان الإيطالي بوقف تزويد مصر بقطع غيار حربية فيما عرف بـ"قانون ريجيني".
إجراءات مصرية
سلطات مطار القاهرة قامت بإنهاء إجراءات وصول جثمان السيد والإفراج عنه، ونقله وسط حراسة مشددة إلى مشرحة زينهم لاتخاذ الإجراءات القانونية وتشريح الجثمان وبيان أسباب الوفاة، تمهيداً لتسليم جثمان هاني لأسرته، حيث يتم تشييعه بمقابر العائلة بمنطقة أبو قير بالإسكندرية.
كان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أصدر توجيهاته للسفارة المصرية في روما بمتابعة حالة هاني حنفي سيد محمد، وذلك فور تلقيه نبأ وفاة المواطن المصري، للتعرف على جميع ملابسات الحادث، وإجراء تحقيق شامل حول أسباب الوفاة.
وأوضح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، أن وزير الخارجية وجه باتخاذ جميع الإجراءات والتسهيلات اللازمة بشأن عودة الجثمان وفقاً للقواعد القنصلية المتبعة.
وكشف القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة المصرية في روما، المستشار أيمن ثروت، في وقت سابق، أن السفارة تتابع نتائج التحقيقات مع السلطات الإيطالية أولاً بأول فيما يخص واقعة وفاة هاني حنفي في أحد السجون الإيطالية بجزيرة صقلية، وأنه سيتم الإعلان عن النتائج فور الحصول عليها.
وكشف عن أن قنصل السفارة المصرية في روما توجه إلى جزيرة صقلية، والتقى كلاً من مسئولي السجن الذي حدثت فيه واقعة الوفاة ورئيس النيابة ومدير الأمن؛ للوقوف على ما تم في التحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية، والتعرف على نتائج تقرير الطب الشرعي والاطلاع على التفاصيل المرتبطة بحالة المواطن قبل الوفاة.
وأكد القنصل للمسئولين الإيطاليين الأهمية القصوى التي توليها السلطات المصرية لسرعة انتهاء التحقيقات والوقوف على جميع تفاصيلها في أسرع وقت ممكن، كما أشرف على إنهاء إجراءات نقل الجثمان إلى أرض الوطن.
ردود فعل غاضبة
الإعلام المصري واكب قضية حنفي منذ الإعلان عن وفاته، وسط تعليقات غاضبة من المصريين حول سبل الرد على هذه الواقعة، المشابهة في ملابساتها لما جرى مع الباحث الإيطالي بمصر، وسط مطالبات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن تتعامل مصر مع إيطاليا في هذا الملف بنفس القدر من التشدد الذي أبداه الجانب الإيطالي في مقتل ريجيني، بتحميل مسؤوليته قتله للسلطات الإيطالية، واتخاذ ما يلائم من ردود فعل.
وكانت العلاقات المصرية-الإيطالية قد تعرضت لأزمة كبيرة بعد مقتل ريجيني بالقاهرة، وهو طالب دكتوراه إيطالي في جامعة كامبردج، لقي مصرعه في مصر بعد اختطافه في 25 يناير/كانون أول 2016، قبل أن يتم اكتشاف الجثة في فبراير/شباط 2016، وتشرع مصر في التحقيق حول ملابساتها، وتواصل التصعيد حول القضية من الجانب الإيطالي رغم المحاولات المصرية المتسارعة لرأب الصدع بتحقيقات ولجان وتقارير أمنية.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز