تجربة إيطاليا القاسية تفرض نفسها على "شواطئ ما بعد كورونا"
في منطقة بوليا أقصى الشرق الإيطالي يرصف فابريتسيو مارتسانو المظلات مرسما الحدود باستخدام حبال رفيعة في نموذج للشواطئ
في الكثير من التحليلات يتوقع الخبراء شكلا جديدا للعالم ما بعد كورونا يختلف عن ذلك الذي عشناه قبل الجائحة، ويبدو أن ذلك ينطبق على الشواطئ.
في منطقة بوليا في أقصى الشرق الإيطالي يرصف فابريتسيو مارتسانو، صاحب أحد المنتجعات السياحية، المظلات مرسّما الحدود باستخدام حبال رفيعة، في نموذج لما قد تكون عليه الشواطئ خلال الصيف بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
- إيطاليا تتحدى كورونا.. عطلة مجانية لمن هزموه
- أجواء كورونا تطغى على احتفالات التحرر والثورة في إيطاليا والبرتغال
وإيطاليا هي صاحبة أقسى تجربة مع كورونا في أوروبا، بعد أن داهمها بآلاف الإصابات والوفيات.
وحسب فرانس برس، يأمل مارتسانو، صاحب منتجع "باتشينو غرانده"، بأن تنجح منطقة بورتو سيزاريو على البحر الأيوني في استقطاب الإيطاليين المتعطشين للعطلة بعد 9 أسابيع من الحجر المنزلي المستمر حتى 4 مايو المقبل، ويسعى إلى أجواء "الصفاء" لهؤلاء.
ويوضح هذا المستثمر أن الحبال الصغيرة الموضوعة على الرمل "تهدف ببساطة إلى إعطاء انطباع عن المساحات الفاصلة" بين رواد الشاطئ الذي سيضم "30% أقل من المظلات" هذه السنة ما سينعكس "خسارة مالية حتمية".
ولتجسيد خطته الاستراتيجية بصورة أفضل، يشبه جزء من الشاطئ الوضع في العام الماضي مع مظلات متلاصقة الواحدة بجانب الأخرى.
أما في الناحية الثانية فيظهر نموذج "صيف 2020" الذي يتسم بتباعد أكبر بين الرواد مع مسافة فاصلة لمتر ونصف المتر بين الكراسي، كذلك يتيح ممر مرسّم بحبال الجلوس على الكرسي من دون ملامسة مصطافين آخرين.
كذلك يتعين "زيادة خدمات" توصيل الطعام إلى رواد الشاطئ مباشرة على الكراسي، تفاديا لطوابير الانتظار على منصة الأكل واحتراما لمبدأ المسافة الآمنة.
ويقول: "نحن الإيطاليين لدينا مخيلة واسعة ويجب أن نجد وسيلة لإعطاء الناس انطباعا بالأمان".
ويوضح فابريتسيو: "يتصل بنا زبائن للاستعلام واتخاذ القرار بالمجيء أو لا إلى البحر. هذا دافع للأمل لدينا".
وقد يستقبل أصحاب المنتجعات البحرية في إيطاليا 45 مليون سائح أقل من المعدل السنوي مع تسجيل خسائر بقيمة 30 مليار يورو لموسم 2020 بفعل تبعات وباء (كوفيد-19)، بحسب دراسة أجراها متخصصون في القطاع، فيما تتصدر إيطاليا قائمة البلدان الأوروبية الأكثر تضررا مع نحو 26 ألف وفاة رسميا.
كذلك ثمة حاجة إلى استثمار بقيمة 360 مليون يورو لتوفير متطلبات السلامة المطلوبة لطمأنة الزبائن، أي نحو 12 ألف يورو في المعدل لكل مستثمر للشاطئ في الموسم.
ويسود قلق حاليا لدى "فيديربالنياري إيطاليا"، اتحاد المؤسسات البحرية الذي يضم 13 مؤسسة إقليمية وثلاثة آلاف مستثمر في القطاع السياحي.
هذا الاتحاد القوي في بلد يوظف فيه القطاع السياحي 4,2 مليون شخص ويدر 13% من إجمالي الناتج المحلي، يتطلب تاليا مساعدات استثنائية بما يشمل تقليصا كبيرا في إيجارات استثمار الشواطئ وإعفاءات ضريبية.
لكن خبراء الصحة العامة يقاربون الموضوع بحذر أكبر.
ويقول جوفاني ريتسا، مدير قسم الأمراض المعدية في المعهد العالي للصحة، إن الإيطاليين لن يتمكنوا من ارتياد البحر هذا الصيف إلا في حال ثبات التحسن الحالي في البيانات الوبائية و"مع احترام دقيق لمبدأ التباعد الاجتماعي" تفاديا لعودة انتشار فيروس كورونا المستجد.