ميلوني جسر ترامب لعبور الخلافات مع أوروبا.. ما علاقة ماسك؟
قبل بضع سنوات، كان من الصعب تخيل أن إيطاليا ستشهد واحدة من أكثر الحكومات استقرارًا في أوروبا.
وكانت الحكومات الائتلافية في إيطاليا عادة ما تستمر لمدة تزيد قليلاً على عام قبل أن تنهار، مما جعل عدم الاستقرار السمة الأساسية في الحياة السياسة الإيطالية، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
لكن سلسلة من العوامل، بما في ذلك أزمات حكومية في دول مستقرة نسبيًا مثل فرنسا وألمانيا، وشعبية الحكومة الائتلافية الحالية في إيطاليا بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني التي تنتمي لتيار أقصى اليمين، التي تقود الحكومة منذ عام 2022، ستجعل من روما لاعبًا رئيسيًا في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الثانية.
وخلال فترة رئاسته الأولى، وصف ترامب أوروبا بأنها "عدو" للولايات المتحدة. لكن هذه المرة، قد تتمكن ميلوني من تغيير ذلك جزئيًا بفضل صديقهما المشترك، إيلون ماسك.
ماسك وترامب وميلوني اجتمعوا في عشاء أقامه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، وهي تجربة وصفها ترامب في وقت لاحق بأنها إيجابية.
وقال ترامب لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية: "لقد انسجمنا بشكل رائع"، مشيرًا إلى أنه قضى وقتًا طويلاً مع ميلوني. ووصفها بأنها شخصية "ديناميكية" وتوقع أن يتمكنا من "إصلاح العالم قليلاً".
تباينات في المواقف السياسية
على الرغم من تشابه توجهاتهما السياسية، فإن وجهات نظر ترامب وميلوني لا تتفق بشكل كامل تجاه جميع القضايا العالمية الكبرى. فقد كانت ميلوني من أقوى الداعمين لكييف، حيث التقت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من 10 مرات منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022..
ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كانت ميلوني ستتمكن من التأثير على قرارات ترامب في هذا السياق، رغم أنها ستكون الأقرب لتجربة ذلك داخل أوروبا.
وقال جيوفاني أورسينا، مدير قسم العلوم السياسية في جامعة لويس في روما، لـ"سي إن إن" إنه "حتى تتشكل حكومة جديدة في ألمانيا وتهدأ الاضطرابات السياسية في فرنسا، سينظر إلى إيطاليا، حتى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، باعتبارها الدولة الوحيدة ذات الحكومة المستقرة".
وأضاف أورسينا أن علاقة ميلوني الجيدة بماسك يمكن أن تكون "بوابة" للوصول إلى ترامب وقت الحاجة.
العلاقة بين ميلوني وماسك
تطورت علاقة صداقة قوية بين ميلوني وماسك في صيف 2023، وشارك ماسك في مؤتمر حزب ميلوني "إخوة إيطاليا" السياسي، "أتريو"، في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وهناك شائعات عن ظهوره المفاجئ في مؤتمر هذا الأسبوع في روما، الذي سيحضره أيضًا رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، أحد حلفاء ترامب الشعبويين.
ووصلت العلاقة إلى درجة دفعت ميلوني وماسك إلى نفي شائعات عن وجود علاقة رومانسية بينهما.
وكان ماسك قد أثنى على جمال ميلوني خلال تقديمه لها جائزة "المواطن العالمي" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
فرص ميلوني
يرى أورسينا أن ميلوني لديها فرصة لتكون جسرًا بين إدارة ترامب وأوروبا، لكنها ستكون على الأرجح مؤيدة لتوجهات ترامب بدلاً من تقديم المبادرات.
ونشرت ميلوني صورة مع ترامب على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي مرفقة بتعليق: "التحالف قائم بالفعل.. محور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمر عبر إيطاليا".
ميلوني، التي كانت مدعومة من ستيف بانون في السابق، واجهت انتقادات منه بعد أن أصبحت أكثر اعتدالًا في سياساتها. وصرّح بانون لصحيفة إيطالية مؤخرًا بأنها كانت خيبة أمل، مشيرًا إلى دعمها لأوكرانيا وعدم عملها على تحسين التجارة.
في الوقت الحالي، تبدو ميلوني على علاقة جيدة مع ماسك وترامب، لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن من لعب دور جسر حقيقي بين أوروبا وترامب، أم أن ترامب هو من سيؤثر في سياساتها؟
aXA6IDE4LjIyMC4yLjEwIA== جزيرة ام اند امز