قبل أيام من تنصيب ترامب.. حلفاء أمريكا «في ورطة»
من عزل رئيس كوريا الجنوبية، إلى أزمة اقتصادية في ألمانيا، وانهيار حكومي غير مسبوق في فرنسا، وغيرها، بات أقرب حلفاء الولايات المتحدة ينهارون سياسيا ويتخبطون اقتصاديا، قبل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني.
وتعاني أغلب الديمقراطيات الرائدة في العالم من تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي وارتفاع مستمر في معدلات التضخم مقارنة بالولايات المتحدة، وتردد صدى هذه الصراعات الاقتصادية على الصعيد السياسي.
- ترامب يدفع بزوجة ابنه إلى «الشيوخ».. هل يوافق منافسه السابق؟
- بدعم من إيلون ماسك.. ترامب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي «المكلِّف» بأمريكا
ومن اللافت للنظر أن الحكومتين الألمانية والفرنسية انهارتا في غضون شهر واحد، كما تعرضت الأحزاب الحاكمة لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية هذا العام في بريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية.
ووفق «أكسيوس»، تبدو نسبة تأييد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن البالغة 37% حاليا، مرتفعة للغاية مقارنة ببعض نظرائه، والذين من غير المرجح أن يستمر العديد منهم في السلطة لفترة أطول.
فقد تم عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، السبت، بعد تصويت البرلمان والذي أحال القرار للمحكمة الدستورية لتبت فيه، بعد إعلانه الأحكام العرفية.
ومن غير المرجح أن ينجو المستشار الألماني أولاف شولتز من الانتخابات المبكرة المقررة في فبراير/شباط المقبل.
كما تواجه حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مصاعب كبيرة قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
تفاقم الأزمات
ورغم سنوات من القلق في مختلف أنحاء العالم بشأن عودته المحتملة بسبب إعلانه المسبق عدم الالتزام بدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا، والتهديدات الشاملة بالرسوم الجمركية ــ لم يعد ترامب الآن يشكل التحدي الأكبر الذي يواجه بعض الحلفاء الرئيسيين، لكن عودته قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات القائمة، وفق "أكسيوس".
إذا نفذ ترامب وعده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، فقد يدفع هذا شركاء التجارة الثلاثة في أمريكا الشمالية إلى الاقتراب من الركود أو حتى الدخول فيه، بحسب ما توصلت إليه دراسة تحليلية جديدة من «أكسفورد إيكونوميكس».
وسوف يواجه الاتحاد الأوروبي أيضا صعوبة في استيعاب الرسوم الجمركية الإضافية، نظرا للنمو البطيء بالفعل في أقوى اقتصاداته، فرنسا وألمانيا.
وقد تضطر أوروبا أيضا إلى التوصل إلى كيفية تحمل العبء الأساسي المتمثل في تسليح أوكرانيا وكيفية ضمان أمنها، إذا تردد ترامب في التعامل مع تعهد حلف شمال الأطلسي بالدفاع المتبادل.
وينطبق الأمر نفسه على كوريا الجنوبية واليابان. ففي ولايته الأولى، حث ترامب حليفيهما في شرق آسيا على دفع المزيد من الأموال إذا أرادا بقاء القوات الأمريكية على أراضيهما.
ولكن شركاء أمريكا في الاستخبارات لن يجدوا بالضرورة أن اختيار بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع وتولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية أمرا مطمئنا بشكل خاص.
وعلى الجانب الآخر، إذا فقدت دولة رئيس الوزراء (مثل فرنسا) أو أطاحت بالرئيس بعزله (مثل كوريا الجنوبية)، فلن يكون لديها وقت للقلق بشأن من سيقود البنتاغون.
وإضافة إلى انتقال الولايات المتحدة من شعار "عودة أمريكا" إلى شعار "أمريكا أولاً" مع ترامب، وتغليب المصالح الأمريكية على أي مصالح، فإن أمريكا لم تعد المشكلة أو الحل للعديد من الحلفاء الذين يعانون من الأزمات.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE5NSA= جزيرة ام اند امز