إيطاليا «تهاجم» صديق بوتين.. نشاز الحرب يربك «المايسترو»

بسبب حرب أوكرانيا، الحكومة الإيطالية تنتقد دعوة قائد أوركسترا مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقامة حفل في نابولي.
واليوم الثلاثاء، ضم وزير الثقافة الإيطالي صوته إلى صوت أرملة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في إدانة دعوة تم توجيهها لقائد الأوركسترا الروسي فاليري غيرغييف لإحياء حفل قرب نابولي، باعتبار أن الخطوة قد تكون دعائية لصالح موسكو.
ولم توجّه أي دعوة غربية لغيرغييف منذ بدء الحرب في أوكرانيا على خلفية إحجامه عن إدانتها، علما بأنه صديق شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويدير منذ أواخر 2023 مسرح بولشوي في موسكو.
لكنه دعي لقيادة ما وصفه منظمون بأنه "حفل سيمفوني لا ينسى" يوم 27 يوليو/ تموز الجاري في قصر كاسيرتا الملكي قرب نابولي في جنوب إيطاليا.
«رسالة خاطئة»
ودعت "مؤسسة مكافحة الفساد" التي أسسها نافالني إلى إلغاء الحفل، وهو أمر طالبت به أرملته يوليا نافالنايا في مقال نشرته الثلاثاء صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وكتبت أن "أي محاولة لغض الطرف عمّن يكون فاليري غيرغييف خارج ساعات قيادته للفرق الموسيقية والتظاهر بأن هذا مجرّد حدث ثقافي لا يحمل أي أبعاد سياسية.. هو نفاق محض".
وبعد ساعات من ذلك، أصدر وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي بيانا حذّر فيه من أن الحفل "يحمل خطر بعث رسالة خاطئة".
وقال إن "أوكرانيا دولة تعيش في ظل غزو ومن شأن حفل غورغييف أن يحوّل مناسبة موسيقية عالية المستوى.. إلى منصة للدعاية الروسية".
وأضاف "بالنسبة إلي، سيكون ذلك أمرا مؤسفا".
وجولي عضو في حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والتي دعمت أوكرانيا بشدة منذ اندلاع الحرب بأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
ولفت إلى أن الحفل هو جزء من برنامج فعاليات تروج لها وتغطي كلفتها منطقة كمبانيا.
«لإبقاء الحوار مفتوحا»
من جانبه، دافع الزعيم الإقليمي لمنطقة كمبانيا فينتشينزو دي لوكا من الحزب الديمقراطي (يسار وسط) عن الحفل، مشددا على أن "الثقافة هي أداة لإبقاء الحوار مفتوحا".
ولفت على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة إلى وجود قائد أوركسترا إسرائيلي أيضا ضمن برنامج الحفلات، قائلا "لا نحاسب هؤلاء الأشخاص المعنيين بالثقافة على الخيارات السياسية لقادة بلدانهم".
وكرر موقفه الثلاثاء، منددا بما قام به بوتين في أوكرانيا مع الإشارة في الوقت ذاته إلى أن رفض الحوار "يؤجج الكراهية" ليس إلا.
"بالون اختبار"
لكن نافالنايا التي توفي زوجها في سجن في المنطقة القطبية الشمالية العام الماضي واعتبرت وأنصارها أنها عملية قتل تمّت بأوامر من بوتين، اعتبرت أن "فاليري غيرغييف، كسفير بوتين الثقافي، يطبق سياسة القوة الناعمة الروسية. تشمل أهدافه الحالية تطبيع الحرب ونظام بوتين".
ووصفت حفل كاسيرتا الموسيقي بأنه "بالون اختبار" لتحسين صورة بوتين في أوروبا ولفتت إلى أنه يحظى بإشادات من السلطات الروسية.
ودعا أعضاء آخرون في الحزب الديمقراطي إلى إلغاء الحفل كما دعت إلى ذلك شخصيات ثقافية خارج إيطاليا.
ووقف غيرغييف إلى جانب سياسات بوتين مدى أكثر من عقدين وأقام حفلات دعائية تكريما لانتصارات روسيا العسكرية في الماضي.