4 قرى إيطالية رائعة تقاوم الاندثار والاختفاء
مشروع فني لتصوير 200 أسرة ممن ما زالت محتفظة بأشياء من الماضي وعرض صورها على جدرانها، ساعد في إحياء قرية بارني وحمايتها من الاختفاء.
تمتلك إيطاليا عدداً كبيراً من البلديات والقرى الرائعة التي بنيت منذ قرون حول كنيسة، أو قلعة، أو بين الجبال، وعلى الرغم من شهرة الكثير منها لدرجة جعلتها وجهة حيوية للسائحين من جميع أنحاء العالم، فإن الكثير منها يخاطرون بخطر الاختفاء والاندثار.
وهناك نحو 1000 قرية ساحرة في إيطاليا مهجورة بالفعل والعديد من القرى الأخرى على طريق الاختفاء، بسبب هجرة سكانها إلى المدن الصناعية، والكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو نقص الخدمات.
وفي التقرير التالي، تلقي مجلة "فانيتي فير" الأمريكية الضوء على أشهر القرى الإيطالية التي تحاول مقاومة الاندثار والاختفاء.
1-جروتولي
تعد قرية جروتولي من أجمل القرى الإيطالية الواقعة على تل بمقاطعة ماتيرا في إقليم بازيليكاتا جنوبي البلاد.
وتضم جروتولي نحو 629 منزلاً، لكن لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة، وتحاول القرية مقاومة الاختفاء والولادة من جديد من خلال المبادرة التي قام بها موقع Airbnb مع مؤسسة Wonder Grottole غير الربحية، للترحيب بالمسافرين المتطوعين من جميع أنحاء العالم الراغبين في العيش بها والتفرغ لإعادة توطينها وإسكانها لمدة عام.
المبادرة والنداء الذي استجاب له 280 ألف مرشح، اختير منهم 5 أشخاص من دول مختلفة، الذين اكتشفوا أصول جروتولي، بعد أن أصبحوا جزءاً من نسيج المجتمع وساعدوا في إحياء ثروات القرية لإظهارها للسياح وإعادة تطوير المساحات والمنازل من خلال منحهم الإقامة المجانية في القرية، وما يصل إلى 900 يورو من النفقات شهرياً وإتاحة الفرصة للتسجيل في دورات اللغة ودروس الطبخ ثم نقل تجربتهم على موقع "إير بي إن بي" للسفر.
2-فلومينيماجوري
تعد فلومينيماجوري الواقعة في سردينيا بين البر والبحر، والتي كانت مركزاً للتعدين، لكن بعد أن أغلقت المناجم، هجرها الكثير من سكانها وغادرها 400 شخص بحثًا عن عمل، تاركين مئات المنازل غير المأهولة، ومن هذا المنطلق عمل عمدتها ماركو كورياس لإعادة هيكلتها من جديد والحفاظ عليها من الاندثار، وإعادة توطين السكان وتوفير العمل لهم.
وأطلق عمدة فلومينيماجوري مشروع "قرية سعيدة"، وهو مشروع تعاوني مجتمعي لتحويل البلد إلى مسكن كبير للمتقاعدين مع الاتحاد الأوروبي، من خلال استخدام المنازل الخالية لإسكان مواطني الاتحاد الأوروبي المتقاعدين، مع توفير جميع الاحتياجات والخدمات لهم، مما يحول المنطقة إلى مسكن واسع ويخلق فرص عمل جديدة لسكانها الأصليين.
3- سيفيتاكتامبو مارانو
سيفيتاكتامبو مارانو هي قرية يقل عدد سكانها عن 500 شخص في مقاطعة كامبوباسو بإقليم موليزي، أحيت من جديد بفضل مؤسسات Pro Loco الشعبية التي تسعى إلى الترويج لمكان معين، والتي قررت إطلاق مهرجان CVTA’ STREET FEST لإحضار فنانة مشهورة للقرية، لإعادة جمالها في أعين العالم ومحاولة الحفاظ عليها من الاختفاء، لتنجح فنانة الشارع أليس باسكويني، في إحضار أفضل الفنانين في العالم إلى القرية على مدار الأعوام الأربعة الماضية.
أسهم فن هؤلاء الرسامين في إحياء القرية من جديد من خلال عمل أجمل الأعمال الفنية على جدران المدينة، العمل الذي يجمع بين الفن والرسم والسينما والموسيقى والجمال وأيضاً الطعام الشهي، من خلال الحدث الذي يشارك فيه كل مواطني سيفيتاكتامبو مارانو الذين يضعون جدران منازلهم تحت هؤلاء تصرف الفنانين، وطبخهم لأكلاتهم التقليدية اللذيذة وتقديمها للزوار.
4-بارني
قرية صغيرة في مقاطعة كومو شمالي البلاد، وتعد بلدة حجرية قديمة جميلة في منطقة استراتيجية تضم كنيسة رومانية رائعة وبالقرب من الأماكن الشهيرة مثل مدينة بيلادجو المسماه بلؤلؤة بحيرة كومو؛ حيث تقع بارني على بعد 700 متر فوق البحيرة.
توقف السياح عن زيارتها أو اكتشافها، السبب الذي جاءت منه فكرة إحياء تاريخها من جديد للسياح للحفاظ عليها من الاندثار والاختفاء، من خلال عمل المعلمة والمصورة الفوتوغرافية جوليا كامينادا، مشروع فني لتصوير 200 أسرة ممن ما زالت محتفظة بأشياء من الماضي، مثل الدراجات القديمة والأواني والأدوات الزراعية، المعرض الذي يعرض بين شوارع القرية، لتصبح كمتحف حقيقي للإثنوغرافيا (وصف أحوال الناس)، ولكن في الهواء الطلق.