صرخة "مدوية" تطلقها صناعة التزلج في إيطاليا ضد تغير المناخ
تقول تقارير جديدة ذات صلة بأزمة منتجعات التزلج بأوروبا، إن إيطاليا كانت أكثر المتضررين من الأزمة التي شهدتها القارة العجوز هذا الشتاء.
وبحسب ما ذكره موقع "إنديا توداي"، أزمة صناعة منتجعات التزلج على الجليد، كان المتسبب الرئيسي بها هو التغير المناخي، الذي حال دون ظهور الجليد الطبيعي في عديد من المنتجعات الشتوية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق بفصل الشتاء بأوروبا.
وكانت النتيجة أن تعرضت مسابقات دولية للتزلج على الجليد للإلغاء، كما تضررت صناعة سياحة التزلج في أوروبا لخسائر جسيمة، لاضطرار البعض منها للجوء لإنتاج كتل من الجليد الصناعي بمبالغ طائلة.
ماذا حدث في إيطاليا؟
وذكر تقرير جديد صادر عن هيئة البيانات الإيطالية Italian Green lobby Legambiente، أن إيطاليا كانت أكثر الدول المتضررة من هذه الأزمة، كونها ضمت أكبر عدد من منحدرات التزلج التي اعتمدت في موسم التزلج الماضي على الجليد الصناعي لتستمر في العمل.
وبحسب بيانات هذا التقرير، فقد وصلت نسبة منحدرات التزلج الإيطالية التي تعتمد على الجليد الصناعي لإنقاذ موسم التزلج، لـ 90 % من إجمالي منحدرات التزلج في أنحاء إيطاليا.
من بعدها في الترتيب، جاءت دولة النمسا، التي اعتمد 70 % من منحدرات التزلج بها على الجليد الصناعي لإنقاذ موسم التزلج السياحي، ثم في المركز الثالث، جاءت سويسرا التي اعتمد 50 % من منحدرات التزلج بها على الجليد الصناعي، ثم فرنسا بنسبة 39 % في المركز الرابع.
وأكد التقرير، أن توابع هذه الأزمة أثرت بشكل سلبي على البيئة، وهددت مستقبل اقتصاد سياحة التزلج الذي تعتمد عليه العديد من الأسر والطبقات العاملة في دول أوروبا.
ومن دلائل تبعات الاعتماد على إنتاج الجليد الصناعي بسبب هذه الأزمة، أن ما استهلكته منتجعات إيطاليا فقط لإنتاج الجليد الصناعي لإنقاذ موسم التزلج هذا العام، يعادل ما تستهلكه مدينة تضم مليون نسمة من مياه للشرب، مثل مدينة نابولي.
نماذج متضررة
ومن أمثلة المنتجعات التي تكبدت قدرا كبيرا من الخسائر بسبب هذه الأزمة، منتجع إيطالي شهير يدعى Monte Cimone مخصص لممارسة سياحة التزلج.
هذا المنتجع استثمر ما يصل لـ 5 ملايين يورو في الصناعة الذكية للجليد الصناعي، قبل أن يبدأ موسم الشتاء الماضي، حتى يتمكن من مواجهة تبعات أثار التغير المناخي، وهو قدر كبير من الأموال تم إهداره على مياه مجمدة دون عائد على حد وصف موقع" إنديا توداي ".
ذلك لأن القائمين على منتجع Monte Cimone فوجئوا بأن ما تم إنتاجه من جليد صناعي حين أطلق على المنحدرات، تعرضا للذوبان لحاجته في الأصل لأجواء مجمدة حتى يحتفظ بدرجة تجمده أيضا، وهو ما حال دون تحقيقه ارتفاع درجات الحرارة هناك.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز