إنجاز "جيس".. الإمارات تثري الذكاء الاصطناعي بلغة الضاد (تحليل)
فتحت دولة الإمارات الطريق واسعا أمام اللغة العربية لتزين بثرائها وتراثها العريق تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، عبر إطلاق 'جيس'، الذي يعد النموذج اللغوي الكبير الأعلى جودة بلغة الضاد.
وجيس Jais هو نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر للغة العربية، وقد تم تطويره عبر تعاون بين 'إنسبشن'، مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة 'جي 42' (G42) الإماراتية، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وشركة "سيريبراس سيستمز" الأمريكية.
- "جيس" من الإمارات.. دردشة الذكاء الاصطناعي الأعلى جودة عالميا
- "جيس" الإماراتي.. كيف تستفيد من خدمات المنافس العربي لـ ChatGPT؟
ويمثل "جيس" حجر أساس حقيقي ومتطور لفتح الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم العربي.
نشر الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
وقال سمير رؤوف، الباحث بمعهد التخطيط القومي في مصر وخبير أسواق المال، إن دولة الإمارات بنت لنفسها مكانة رائدة في القطاع التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي عبر ربطها بالحياة اليومية للمواطنين في مختلف مناحي معيشتهم.
وأوضح رؤوف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاستثمارات التي تنفقها دولة الإمارات على قطاع التكنولوجيا وبحوث المعلومات تخطت مليارات الدولارات، بما يعني أن تلتزم بجدية بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث المتطورة لتكون منافسا عربيا قويا حول العالم.
وأوضح رؤوف أن نموذج "جيس" سيسهم في انتشار اللغة العربية وفي نفس الوقت سيعزز وجود واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
نقلة نوعية كبيرة
من جهته، قال محمد عبدالله الخبير التكنولوجي إن إطلاق "جيس" يعد نقلة كبيرة في سوق الذكاء الاصطناعي، إذ إن استهدافه لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية حول العالم يعني تحقيقه نموا كبيرا وسريعا، خاصة أن الكثيرين يفضلون التعامل بلغتهم الأم لتسهيل تنفيذ العمل المطلوب.
واعتبر عبدالله أن جيس منافس قوي لتطبيق شات جي بي تي، خاصة أن المعلومات تشير إلى تدريب النموذج باستخدام الحاسوب الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
ترسيخ لمكانة الإمارات
وقال الدكتور عبدالكريم فواز خبير المعلومات إن الإمارات تحتل مرتبة متقدمة في استخدام وتطوير التكنولوجيا بشكل عام، وخطوة إطلاق "جيس" تعد نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي.
وتابع أن الإمارات طورت في وقت سابق نموذجا كبيرا مفتوح المصدر (LLM) يعرف باسم فالكون في معهد الابتكار التكنولوجي بمدينة مصدر في أبوظبي، لكنها هذه المرة تطور نموذجا يعتمد اللغة العربية.
وشدد على قدرة جيس على منافسة شات جي بي تي باعتبار تقديمه للغة العربية، خلافاً لترجمة التطور التكنولوجي الموجود لدى دولة الإمارات والتي تمت الاستعانة بها في الإصدار الجديد.
مواكبة التغيرات العالمية
من جانبه علق علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري، بأن دولة الإمارات تواكب دوما التغيرات العالمية ولديها خطوات سباقة في هذا الصدد، ما جعلها صرحا عالميا لتطبيق كافة الخدمات التقنية الحديثة.