الغضب يجمع عرب وأكراد العراق تجاه لف جثمان طالباني بعلم كردستان
الغضب صدر أيضا من حزب جلال طالباني نفسه والذي طالب بالتحقيق في لفه بعلم كردستان بدلا من علم العراق
اشترك نواب وساسة عرب وأكراد عراقيون في الغضب من لف جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني بالعلم الكردي بدلا من علم العراق، خاصة أنه كان رئيسا لكل البلد وليس لإقليم كردستان الذي يسعى إلى الانفصال.
وأثارت مسألة العلم غضبا داخل الأكراد أنفسهم، فقد طالبت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني (الحزب الذي كان يرأسه طالباني) في البرلمان العراقي المكتب السياسي للحزب بفتح تحقيق حول ملابسات ما حصل خلال الجنازة، خاصة أن العلم العراقي كان موجودا فوق السيارة التي حملت الجثمان، لكن لم يلف به.
واعتبر النائب عن كتلة الحزب ذاته، شوان الداودي، أمس الجمعة، أن ما حصل "قلل من شأن الاتحاد (الحزب) عراقيا وعربيا".
وأضاف في حديث لموقع "السومرية نيوز" العراقي أن "الرئيس السابق الراحل جلال الطالباني كان مناضلا كرديا بامتياز وعراقيا وطنيا أيضا بامتياز، وناضل من 70 عاما من أجل تحقيق الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصير للشعب الكردي".
من جانبها، خاطبت النائبة عن "ائتلاف دولة القانون" عالية نصيف، السبت، رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني وزوجة الطالباني بشأن لف الجثمان بالعلم الكردستاني، قائلة إن العلم العراقي هو "رمز كل الانتصارات رغم أنف الحاقدين (...) ونلف به شهداءنا الذين ضحوا بدمائهم من أجل العراق".
كذلك لفتت في بيان إلى أن "القائمين على تنظيم جنازة الطالباني امتنعوا عن تشييع جثمانه في بغداد رغم أنه كان يشغل منصب رئيس الجمهورية.. والطامة الكبرى هو عندما أنزلوا النعش من الطائرة ملفوفا بعلم إقليم كردستان بدلا من العلم العراقي".
وبدأ الاحتجاج على غياب العلم العراقي خلال الجنازة نفسها، فقد انسحب 10 نواب برلمانيين من الجنازة بعد أقل من نصف ساعة من وصولهم وعادوا إلى بغداد، بحسب ما أعلنه النائب عن "ائتلاف دولة القانون" حيدر المولى.
كذلك وصف النائب عن ذات الكتلة جاسم محمد جعفر لف جثمان الرئيس العراقي السابق بالعلم الكردي بأنه "خيانة وتقزيم له من عائلته وطعنة ثانية لوحدة العراق".
وتم تشييع أول رئيس من الأكراد للعراق أمس الجمعة موشحا بعلم كردستان، بعد وصوله على متن طائرة عراقية من ألمانيا التي كان يعالج بها إلى مدينة السليمانية بإقليم كردستان.
وتردد أن عائلته رفضت أن يمر الجثمان ببغداد، أو أن يتم لفه بعلم العراق، وطالبت بنقله مباشرة إلى إقليم كردستان.
ولم يصدر من قادة إقليم كردستان، خاصة رئيسه مسعود بارزاني، تعليق على هذا الأمر بعد رغم مشاركته في التشييع.
ويسعى بارزاني لانفصال الإقليم عن العراق، خاصة بعد نجاحه في تنظيم استفتاء الانفصال الشهر المنصرم، والذي صوت فيه الكرد على الانفصال بنسبة 92%.
وطالباني الذي توفي عن 84 عاما شغل بعد الغزو الأمريكي وإسقاط الرئيس العراقي صدام حسين منصبا في مجلس الحكم الانتقالي العراقي، ثم شغل منصب الرئيس السادس للعراق حتى 2014 بعد اتفاق المحاصصة الذي منح رئاسة البلاد للأكراد ورئاسة الحكومة للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة.