على خطى كردستان وكتالونيا.. حمى الانفصال تصل الكاميرون
بويا المدينة الرئيسية في المنطقة الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون تحولت، السبت، إلى مدينة أشباح عشية إعلان رمزي للاستقلال.
تحولت بويا المدينة الرئيسية في المنطقة الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون إلى مدينة أشباح، السبت، في الوقت الذى جابت فيه دوريات للشرطة، عشية إعلان رمزي للاستقلال عن بقية مناطق البلاد الناطقة بالفرنسية يتوقع أن يقوم به انفصاليون.
وأغلقت معظم المحلات أبوابها في بويا جنوب غرب الكاميرون، كما خلت الشوارع من المارة وبدا حرم الجامعة مقفراً بعدما غادر السكان تخوفاً من أعمال عنف.
وامتد طابور طويل أمام المتجر الوحيد الذي فتح أبوابه في محاولة من السكان للحصول على مواد أساسية قبل سريان منع التجول في التاسعة مساء، وفي أقل من نصف ساعة اختفى الخبز عن الرفوف.
وكانت السلطات أعلنت، الخميس الماضي، حظراً مؤقتاً للتجمعات العامة في المناطق الجنوبية الغربية ومنعت السفر، كما فرضت لاحقاً منعاً للتجول في المنطقة الشمالية الغربية المجاورة الناطقة أيضاً بالإنجليزية.
ويشكل الناطقون بالإنجليزية خُمس سكان الكاميرون البالغ عددهم 22 مليوناً، والذين يتحدثون غالبيتهم الفرنسية. وتعود هذه القضية إلى عام 1961، عندما اندمج كيان "جنوب الكاميرون" البريطاني السابق مع الكاميرون بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960.
وطالما اشتكت الأقلية الناطقة بالإنجليزية منذ ذلك الحين من الإجحاف والتفاوت في توزيع الثروة النفطية بين المناطق الكاميرونية، كذلك التمييز في مجالي التعليم والنظام القضائي، ويقولون إن الحكومة المركزية تفرض عليهم اللغة والتقاليد الفرنسية، رغم أن الإنجليزية تعد إحدى اللغتين الرسميتين في البلاد.
ويطالب معظم الناشطين الانفصاليين الناطقين بالإنجليزية بالعودة إلى النظام الفيدرالي الذي كان معمولاً به بعد الاندماج عام 1961، لكن تم الاستغناء عنه لاحقاً لصالح حكومة مركزية تدير البلاد من العاصمة ياوندي. من جهتها، تدعو أقلية متشددة إلى الانفصال الكامل، فيما يعارض الرئيس الكاميروني بول بيا (84 عاماً) كلا المطلبين.
وازداد التوتر بعد خروج تظاهرات مطالبة بالانفصال، ما أدى إلى إعلان تنفيذ حملة أمنية قبل الإعلان الرمزي المتوقع لاستقلال المنطقة الناطقة بالإنجليزية عن الكاميرون في الأول من أكتوبر/تشرين الأول في ذكرى الاندماج عام 1961.
وتستمر الحملة الأمنية في المنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون حتى صباح بعد غد الإثنين، وتشمل الحملة حظراً للتجول وإغلاق المنافذ الحدودية البرية والبحرية، إضافة إلى تعليق النقل العام ومنع السفر والتجمعات لأكثر من 4 أشخاص.
وحذرت السلطات أيضاً من أنها قد ترسل مزيداً من التعزيزات العسكرية عند الضرورة، ودعت السكان إلى "التزام الهدوء". وتوجهت، أمس الجمعة، 5 حافلات تقل رجال أمن من منطقة موليكو إلى بويا مقر الحكومة المحلية، حيث قال الانفصاليون إنهم سيتظاهرون، غداً الأحد.