اليابان تطور لقاحا "صالحا للأكل" ضد الكوليرا
قام علماء الأحياء اليابانيون بوضع أول لقاح ضد الكوليرا في العالم يصلح للأكل وذلك على أساس حبوب الأرز المعدلة وراثيا.
وأجرى العلماء تجربتهم بنجاح على المتطوعين، وفق ما أفاد به المكتب الصحفي لجامعة طوكيو نقلا عن مقال نشرته مجلة Lancet Microb البيولوجية.
وقال البروفيسور في جامعة طوكيو، هيروسي كيونو: "توحي نتائج تجاربنا الأولى بالتفاؤل بالنسبة إلى مستقبل لقاحنا".
وارتفعت مناعة المتطوعين على الجرعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وزادت كل مرة من قوة رد فعلها على بروتينات بكتيريا الكوليرا.
يذكر أنه وفقا للمعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية فإنه يصاب بمرض الكوليرا كل عام نحو 1.3 – 4 ملايين شخص يتوفى منهم 20 – 140 ألف شخص من العدوى التي غالبا ما يكون الماء والطعام مصدرا لها.
وتعود غالبية حالات الإصابة بالكوليرا إلى البلدان النامية في آسيا وأفريقيا، أما اللقاحات الحالية ضد الكوليرا فتحمي جسم الإنسان لمدة بضعة أعوام فقط، ويعتبر الأطفال الصغار أكثر عرضة للكوليرا.
واتخذ البروفيسور، هيروسي كيونو، وزملاؤه خطوة مهمة نحو حل تلك المشكلة بعد وضعهم لقاحا صالحا للأكل ضد الكوليرا لا يتطلب إنتاجه واستخدامه أي ظروف خاصة.
اللقاح عبارة عن مسحوق معمول من الحبوب المطحونة من الأرز المعدل وراثيا، وقد أدخل العلماء إلى جينوم الأرز المعدل وراثيا جزءا من الحمض النووي لبكتيريا الكوليرا يتحمل المسؤولية عن إنتاج عناصر معينة من بروتين "سي تي بي" بصفتها سما رئيسا للبكتيريا.
وقد أظهرت التجارب على عينات الدم للأشخاص الذين تعافوا من الكوليرا أن اللقاح يثير ردا مناعيا قويا ويجعل جسم الإنسان ينتج كميات كبيرة من الأجسام المضادة القادرة على الاندماج مع غشاء بكتيريا الكوليرا.
واختبر العلماء اللقاح على 60 متطوعا تلقى نصفهم اللقاح الحقيقي، وأما النصف الآخر فتلقى محلولا من طحين الأرز العادي. وأظهرت الاختبارات أن اللقاح شكل عددا كبيرا من الأجسام المضادة لدى ثلثي المتطوعين.
وكان رد 30% من المتطوعين ضعيفا على اللقاح، ويعتبر العلماء أن سبب ذلك يعود إلى خصوصيات بيئة أمعائهم.
ويعتزم البروفيسور وزملاؤه مواصلة الاختبارات السريرية على عدد أكبر من المتطوعين ويأملون بأن يتوج عملهم بإنتاج اللقاح الرخيص والفعال ضد الكوليرا.