الكاتب الصحفي عمران محمد يتحدث عن الكرة اليابانية والفارق بينها وبين نظيرتها الإماراتية.
هل تتذكرون حين فزنا على اليابان في المباراة الافتتاحية للتصفيات، وتوقعنا خلالها أنها بداية السقوط لـ"المارد الأزرق" في القارة الآسيوية، اليابان نفسها هزمت كولومبيا في كأس العالم، وهو أول منتخب آسيوي يهزم منافساً من أمريكا الجنوبية طوال تاريخ المونديال، ولو سألنا ببساطة لماذا تأهلت اليابان وسقطنا نحن؟ ولماذا وصلت هي وبقينا نحن نمثل دور المتفرجين، على الرغم أن مكافآتهم لم تتضاعف، ووعودهم لم تكن مثلنا، والتي وصلت لحدود المريخ.. ومعسكراتهم لم تصل إلى ربع تحضيراتنا ودون طائرة خاصة؟!
قد يعتقد البعض أن عمل اليابانيين لكرة القدم محاط بسياج من السرية، وأن رئيس الاتحاد عندهم باق منذ كأس آسيا 1992، وأن نظامهم مرتبط بأشخاص ووجوه ومدرسة ثابتة من المدربين، وقد يظن البعض أن تحفيز اليابانيين يكون بتضخيم المكافآت ورفع الرواتب، في حين أن الواقع مختلف، فهم يفرقون عنا بالنظام فقط، ولا يتفوقون علينا لا بالمواهب ولا بالميزانيات ولا بالبنى التحتية، هم يديرون كرتهم ليحققوا أهدافهم، ونحن ندير لعبتنا لتحقيق أمجاد شخصية، فهم حين يخسرون لا يقيمون مؤتمرات وندوات وهمية لتضليل الشارع وخداعه، وهم حين يستقيل مدربهم لا ينتظرون أسابيع وشهورا كي يتفق السادة الأعضاء الكرام على تحديد موعد للاجتماع، وهم حين تتشكل بعثاتهم لا يختلفون من يسافر، ومن يحق له سيارة مرسيدس من السفارة، هم ببساطة لا يختلفون حتى على من يجلس في منصة كبار الشخصيات، ومن يجلس في الصف الخلفي!
أجندتهم واضحة وخططهم مرسومة، نهجهم في العمل لا يتغير إلا للأفضل، ولوائحهم لا تتبدل كل حين مثل غيرهم، وحتى عدد أنديتهم في دوري المحترفين يعتبر من المسلمات، لا يترنح في كل موسم بين 12 و14، وحتى دوري الهواة لا تسمع عنهم أخبار انسحابات أو شكاوى أو تصريحات للاستجداء والشكاوى، فهم ببساطة يقومون بعمل سلس وواضح وغير معقد!
هل سمعتم يوماً عن رئيس الاتحاد الياباني يتجنب تحمل مسؤولياته، وعن اختلافه مع الشارع المحلي حول شعار العمل، هل كان نعم نستطيع أم معاً نستطيع!.. ولا نزال لا نعرف حتى اليوم أيهما كان الأصح!
لم نسمع يوماً عن مسؤول كروي ياباني ينوي الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي، ولا عن عضو بارز ومرموق في أروقة "الفيفا".. ولم نقرأ تصريحاً من عضو في اتحادهم الموقر يتحدث عن مؤامرة تحاك ضد منتخب بلده بسبب خطأ تحكيمي أو إجرائي.. فهم باختصار لديهم نظامهم ويعملون وفقه، لا أكثر ولا أقل!
كلمة أخيرة
أنا أفضل مدرب في التاريخ.. هل تتذكرون هذا التصريح، لتعرفوا الفرق بيننا وبينهم!
* نقلاً عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة