الصعود إلى نهائيات كأس العالم يعد نصراً لم تحققه العديد من الدول، ووصول منتخباتنا العربية يمثل إنجازاً كبيراً.
يشهد العالم في هذه الأيام مباريات المونديال الكروي الأبرز والأكثر متابعة، كأس العالم 2018 التي تجرى مبارياته في روسيا، وبعد التفاؤل الذي كان يسود الشارع العربي إثر صعود المنتخبات العربية الأربعة مصر، السعودية، تونس، والمغرب، جاءت النتائج مخيبة للآمال بخسارة المنتخب المصري والسعودي والمغربي في أولى المباريات التي جمعتهم بمنافسيهم في المجموعات.
هذه النتائج كشّرت عن أنياب من استغل الرياضة لتفريغ أحقاده السياسية والطائفية والعرقية حتى خرجت لنا التصريحات والتغريدات المؤيدة للمنتخبات الأجنبية ضد المنتخبات العربية خالطة السياسة بالرياضة، واستغلت وسائل الإعلام العالمية ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، لتنشر صحف ووكالات أنباء لقاءات مع عرب حول تشجيعهم المنتخبات الأجنبية ضد منتخباتهم العربية.
لا شك أن الفعاليات الرياضية كما هي الاقتصادية والسياسية تعري الذين ارتضوا أن يرتموا في أحضان المناوئين للعرب المتمنين خراب رياضتهم كما خراب ديارهم، الشامتين بأي خسارة وإن كانت في لعبة كرة قدم لابد فيها من فائز وخاسر.
ووجدت هذه الشرذمة ضالتها في كأس العالم، الفعالية العالمية الأبرز لتعبر عن انحيازاتها، ولتؤكد جميع الشكوك التي كانت تدور حول نواياها القميئة ضد المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة المغرب، متشمتة في النتائج لتتبع ذات النهج في التخلي عن الثوابت المعنوية والأخلاقية المبدئية والتي لا يحتلف عليها اثنان.
تمتلك الرياضة خصوصيتها في تهذيب البدن والنفس وتعتبر المسابقات الرياضية جزءاً من مشروع البناء الإيجابي لعملية التواصل والتآلف بين جميع شعوب الأرض إلا أن بعض ردود الفعل الناشزة والتي ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل المباريات وحتى بعدها توضح كمية الجهل التي أصابت هؤلاء جراء تحزباتهم السياسية والمذهبية الضيقة التي أعمتهم عن رؤية الحقائق كما ينبغي.
إن الصعود إلى نهائيات كأس العالم يعد وحده نصراً لم تحققه العديد من الدول التي تسعى بكل جهدها للوصول إلى المونديال، ووصول منتخباتنا العربية يمثل إنجازاً كبيراً أثّر في العرب كافة وبرزت ردود الفعل المشجعة للمنتخبات العربية من الخليج إلى المحيط، وشتان بين هذا وذاك، فالغالبية العظمى منهم لم يضع بوصلته التي أشارت تجاه الوقوف مع منتخباته العربية ودعمها وتحفيزها، أما تلك الأصوات النشاز التي استغلت المنصات المختلفة للنيل من الدول العربية ومن رموزها وجمهورها ورياضتها فلم ولن يعول عليها يوماً لإصابتها بعمى التحزب وصمم التمذهب التي تطغى على رؤيتها لأي قضية عربية.
لا شك أن الفعاليات الرياضية كما هي الاقتصادية والسياسية تعري الذين ارتضوا أن يرتموا في أحضان المناوئين للعرب المتمنين خراب رياضتهم كما خراب ديارهم، الشامتين بأي خسارة وإن كانت في لعبة كرة قدم لابد فيها من فائز وخاسر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة