بايدن ليس الأول.. رؤساء أمريكيون زاروا اليابان "المكلومة"
علاقة معقدة تلك التي تربط اليابان بالولايات المتحدة، فهما من جهة حليفتان قويتان، لكن الذكريات التاريخية التي تربط البلدين مؤلمة.
فرغم منة الولايات المتحدة على اليابان بالحماية، في منطقة مضطربة بفعل التسابق على التسلح النووي، إلا أن اليابانيين لا يمكن أن يطووا صفحة الضرر الذي لحق بهم من العدو السابق والصديق الودود حاليا.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، حرص الرؤساء الأمريكيون على زيارة اليابان، تأكيدا على الصداقة القوية، والاستمرار في توفير الحماية، وسعيا إلى محو جراح قنبلتيْ هيروشيما وناجازاكي التي لم تندمل رغم مرور عقود.
صفحة مؤلمة من التاريخ
في السادس من أغسطس/آب عام 1945، ألقى الطيران الأمريكي قنبلة ذرية تزن 4,5 طن على هيروشيما، اليابانية ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص، وبعد ثلاثة أيام انفجرت قنبلة ذرية أمريكية أخرى فوق ناجازاكي، أسفرت عن مقتل 74 ألف ياباني في يوم واحد.
في العام نفسه قصف الطيران الحربي الأمريكي طوكيو ومدنا أخرى في اليابان بالقنابل التقليدية، في عملية أسفرت عن مقتل 100 ألف شخص في العاصمة.
هذا الدمار في الحرب العالمية الثانية قاد اليابان إلى الاستسلام في 15 أغسطس/آب، عام 1945، والوقوع تحت السيطرة الأمريكية، لتتخذ طوكيو خيار السلم منذ ذلك الوقت، وتعتمد على الولايات المتحدة في حفظ أمنها.
ومنذ عام 1960 ترتبط الولايات المتحدة واليابان بمعاهدة عسكرية تجيز للأمريكيين الاحتفاظ بقواعد عسكرية في الأرخبيل مقابل الدفاع عنه في حال تعرض لأي هجوم.
بايدن على خطى أسلافه
واليوم الأحد وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اليابان، ضمن محطة في جولة آسيوية لسيد البيت الأبيض، يلقي التهديد النووي الكوري الشمالي، وتنامي النفوذ الصيني بظلالهما عليها.
وبالرغم من تعهد إدارة بايدن بكسر الجمود في محادثات نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية باتباع نهج عملي، لم يُحرَز أي تقدم منذ تولى الرئيس الأمريكي منصبه في أوائل عام 2021، بل واستأنف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اختبار أكبر صواريخه.
ويتمسك بايدن بسياسة إبقاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، بينما يرفض الفكرة التي تفضلها الصين وروسيا وهي عرض تخفيف العقوبات عن بيونج يانج قبل أن تتخذ خطوات لتفكيك برنامج أسلحتها النووية.
وقبل بايدن، درج رؤساء الولايات المتحدة، على أن تكون اليابان إحدى محطات التوقف المهمة في زياراتهم لدول آسيا، ومنهم من كرر الزيارة خلال ولايته أكثر من مرة، ومنهم من اكتفى بواحدة
وقد زار الرئيس السابق دونالد ترامب اليابان مرتين، وذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، ويونيو/ حزيران عام 2019، فيما زارها سلفه باراك أوباما، عدة مرات (2009- 2010 2014- 2016).
أما جورج بوش الابن، فزار اليابان ثلاث مرات في سنوات (2002 - 2005- 2008،) لكن سلفه بيل كلينتون تفوق عليه في عدد الزيارات حيث زارها أعوام 1993- 1996- 1998- ومرتين متتاليتين عام 2000.
وزارها جورج بوش الأب عامي 1989- 1992، ومثله رونالد ريغان 1983- 1986، وجيمي كارتر 1979- 1980، وكان الرئيس جيرالد فورد قد زار اليابان مرة واحدة وذلك في عام 1974.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز