وزير الخارجية "المغيب".. سخرية لاذعة من تبعية ظريف لسليماني
ما زالت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المسربة، تثير المزيد من الجدل، وتجر له ألسنة السخرية.
التصريحات غير المسبوقة لظريف، والتي سُرّبت قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو/حزيران المقبل، كشفت كثيرا من المستور في تسيير دفة النظام الإيراني.
وشكا ظريف ضمن مقابلته الطويلة التي استمرت 3 ساعات تدخلات الحرس الثوري، في توجيه السياسة الخارجية، وتحكم قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل بالعراق مطلع العام الماضي، في مفاصل الدبلوماسية الإيرانية.
وتطرق ظريف في المقابلة إلى أن سليماني الذراع العسكرية الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كان يمارس ضغوطا وتدخلات في عمل وزارة الخارجية بالبلاد، وضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات العسكرية.
بومبيو ساخرا: "اسألوا ظريف"
هذا الجزء من المقابلة فتح المجال لوزير الخارجية الأمريكي السابق في عهد الرئيس دونالد ترامب، مايك بومبيو للسخرية من ظريف.
فقد كتب بومبيو في تغريدة على تويتر تعليقا على تفاصيل مقابلة ظريف، مذكرا بالضربة الأمريكية التي قتل فيها سليماني: "هجوم إدارتنا الرائع على قاسم سليماني كان له تأثير واسع في إيران والشرق الأوسط".
وموغلا في السخرية من رضوخ ظريف للمتشددين في إيران وخاصة الجنرال سليماني قال بومبيو في نفس التغريدة: "لا تأخذوا الكلام مني.. اسألوا ظريف".
ظريف في المقابلة التي أجراها مع سعيد ليلاز، وهو خبير اقتصادي مؤيد لحكومة حسن روحاني، في مارس/آذار الماضي، أشار أيضا إلى أن إيران خسرت كثيرا فيما يتعلق بالاتفاق النووي جراء تدخلاتها العسكرية بالأزمة السورية.
وقال وزير خارجية إيران في جانب آخر من المقابلة المسربة، إن من وصفهم بـ"المتشددين" في بلاده حاولوا عرقلة إبرام الاتفاق النووي عام 2015 عبر عدة خطوات بدأت بسفر قاسم سليماني لروسيا بناءً على رغبة موسكو دون تنسيق مع الخارجية الإيرانية، وانتهت بشن هجوم على السفارة السعودية في طهران.
وأوضح في التسجيل الصوتي المسرب، أن سليماني كان يفرض عليه شروطا مسبقة عند الجلوس إلى طاولة مفاوضات تخص سوريا، ولم يكن يقتنع الأخير بطلبات ظريف التي من بينها تجنب استخدام طائرات مدنية إيرانية عند السفر إلى دمشق التي شهدت اشتباكات حربية في السنوات الماضية. (طلب وزير الخارجية الإيراني من المحاور تجاهل نشر هذا الجزء)
وأكد ظريف ضمنيا في التسجيل الصوتي الذي أثار حالة جدل واسعة في الأوساط الإعلامية داخل بلاده أن النظام الإيراني استغل الدبلوماسية لخدمة التدخلات العسكرية خارج الحدود، بقوله "كلما كنت أذهب للتفاوض كان قاسم سليماني يقول لي خذ هذه النقطة بعين الاعتبار، التفاوض لإنجاح ساحة المعركة باعتبارها هي الأولوية".
وتؤكد تصريحات ظريف ورسائله الأخيرة حدة الانقسامات في صفوف النظام الإيراني، بين المتشددين المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي والإصلاحيين ومن في فلكهم من الساسة الأقرب إلى الاعتدال في التعاطي دبلوماسيا مع الغرب..
فالتيار المتشدد يدفع نحو إفشال المفاوضات الجارية حاليا في العاصمة النمساوية فيينا، خوفا على حظوظ مرشحيه بالفوز بالرئاسة في انتخابات يونيو المقبلة.
ويرغب الإصلاحيون في العودة إلى ما قبل خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الموقع عام 2015، وعدّ في وقته أكبر مكسب سياسي لهذا التيار.
وأمس الأحد نشرت أيضا رسالة مسربة لظريف كشفت عن سعي وزير الخارجية الإيراني المحسوب على الإصلاحيين، إلى مقايضة المرشد الأعلى علي خامنئي، برفع يده عن الضغط على المفاوضين في فيينا، مقابل انسحاب ظريف من السباق الرئاسي.
وحصل ظريف على أكثر الأصوات المؤيدة بعد إبراهيم رئيسي وحسن الخميني (حفيد آية الله الخميني) ومحمد باقر قاليباف، وألمحت وسائل الإعلام الإيرانية التي أجرت الاستطلاع إلى أنه في حالة موافقة الإصلاحيين على ظريف، فإن فرص فوزه ستكون كبيرة، لكن رأس الدبلوماسية الإيرانية يبدي زهدا في الترشح حتى الآن.