جواد الأسدي يكشف علاقته بأبطال أعماله في "مهرجان المسرح العربي"
المخرج العراقي جواد الأسدي يقول إن الهدف من المسرحية رصد مشهد الواقع العراقي الراهن بمشكلاته وتعقيداته دون التورط في الخطابة
بعد غياب حوالي 20 عاماً، يعود المخرج العراقي جواد الأسدي إلى ملعبه الفني، ليقدم عرضاً مهماً بعنوان "تقاسيم على الحياة" لينافس به خلال مهرجان المسرح العربي في دورته الـ11، والتي تقام في القاهرة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد، السبت، حضره الدكتور صميم إبراهيم، أحد صناع العرض، والفنان مناضل داود، والفنان فلاح إبراهيم ممثلاً عن وزارة الثقافة العراقية، قال جواد الأسدي: "النقطة الأهم التي شغلتني وشكلت رهاني الأول عند صناعة العرض هي الإجابة عن سؤال مؤداه كيف يستطيع أن أحول نص تشيكوف السردي، وروحه إلى الروح العراقية".
وأضاف: "الهدف رصد مشهد الواقع العراقي الراهن بمشكلاته وتعقيداته دون التورط في الخطابة والنبرة العالية، ودون الابتعاد عن الحياة اليومية وما يجرى في الشارع وداخل الإنساني العراقي الآن"، مؤكداً أن ذلك هو الرهان الذي قام عليه العرض.
وحول الفروق التي يجدها بين الفرق الكثيرة التي عمل بها في دول عربية مختلفة، أشار الأسدي إلى وجود اختلافات بين الممثلين من حيث الثقافة والحساسية والوعي بممكنات الجسد وما يمكن أن يحققه على الخشبة من مكان إلى آخر، وفقاً للتربية الاجتماعية والسياسية التي يتلقاها في مجتمعه.
وأوضح أن بعض المجتمعات لديها حرية كبيرة فيما يتصل بممكنات الجسد، لذلك فهي تعطي مساحات واسعة للاشتغال، وتجعل المخرج يذهب بها بعيداً، في حين لا تستطيع أجساد في مجتمعات أخرى أن تتجاوز الحدود.
وأكد جواد الأسدي أنه يراهن على الممثل الفدائي، وأنه لا يختاره بشكل عشوائي إنما يقوم بالاقتراب من الممثل والحديث معه ومعرفة أفكاره واتساع أفقه ومدى قدرته واستيعابه للمسرح، وما يمكن أن يقدمه من خلاله، كما يرى كيف يعيش في بيته وكيف يمارس حياته اجتماعياً وغير ذلك حتى يعرفه بدقة.
وأشار إلى أنه فعل ذلك مع غسان مسعود في دمشق، حيث كان يذهب إلى منزله قبل أن يعمل معه، وقبل أن يكلفه بالدور أصلاً، ليعرف كل شيء عنه.
وأوضح الأسدي أنه يختار ممثليه على هذا الأساس، وعليه أيضاً اختار الدكتور صميم للمشاركة في العرض، لأنه يعرف مسبقاً حساسيته ووعيه بالمسرح ومدى ما يمكن أن يصل إليه، مشيداً بجيل الشباب الجديد في العراق من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، موضحاً أنه يراهن عليهم.
وعن تجربته في عرض "الخادمتان" قال إنها كانت تجربة مثيرة، حيث امتلأت بالروح المغربية، مشيداً بروح الفنانين الذين عملوا فيها وكيف كانت أرواحهم تصعد إلى آفاق فنية عالية.