السودان وعودة سوريا.. وزراء الخارجية العرب يرسمون بوصلة قمة جدة
بدأ، الأربعاء في جدة السعودية، اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لأعمال القمة العربية بمشاركة سوريا بعد 12 عاما من الغياب.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن "الاجتماع ينعقد في ظرف إقليمي خاص وتطورات دولية سريعة تستدعي مواصلة العمل من أجل رص صفوفنا وتوحيد كلمتنا بغية تجاوز العقبات والتحديات".
وأضاف عطاف، خلال الاجتماع، أن "التحولات التي يشهدها العالم حاليا وما تنبئ به من إعادة تشكيل موازين القوى يجب أن تستوقفنا لتدارس واستكشاف سبل التأقلم معها والمساهمة كمجموعة موحدة في صياغة ملامح منظومة علاقات دولية نريدها أن تكون مبنية على أساس السيادة المتساوية للدول والأمن المتكافئ وتوازن المصالح".
وأعرب عطاف عن التطلع إلى "قمة جدة"، مضيفا: "نعلق عليها أغلى آمالنا لكسب رهانات العمل العربي المشترك".
وأعرب الوزير الجزائري، عن "القلق المتزايد من ظهور بؤر توتر جديدة في المنطقة العربية"، كما جدد الدعوة للسودانيين بوقف الأعمال القتالية فورا والانخراط في مفاوضات سياسية.
ودعا عطاف نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود لتسلم رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب بجدة
"مفترق طرق"
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إن "العالم يمر اليوم بصعوبات تجعلنا أمام مفترق طرق".
وأضاف خلال الاجتماع أن "منطقتنا تزخر بطاقات بشرية وطبيعية تجعلنا في تحد مع أنفسنا"، معربا عن شكره للجزائر على جهودها في الدورة السابقة من الجامعة العربية.
وأعرب عن الأمل في أن تحقق قمة جدة الأهداف المرجوة منها، مرحبا بمشاركة سوريا في اجتماع القمة العربية.
بدوره، عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن الأمل بأن "يكون استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة بداية لحل أزمتها"، معربا عن التطلع لتفاعل سوري بناء في القمة لتعزيز العمل العربي.
وأضاف أبو الغيط بالاجتماع نفسه أن "صراع القوى الكبرى في أوكرانيا يضر بالاقتصاد الدولي والأمن العالمي"، محذرا من أن "الصراعات العالمية تعد تطورا سلبيا خاصة على الدول البازغة التي تحتاج للنمو".
ولفت إلى أن "الصورة في المنطقة مختلطة في الفترة الأخيرة بين القلق والاستقرار"، مشددا على أن "قمة جدة فرصة يجب اغتنامها لوضع حد لتطورات الأزمة في السودان".
ودعا أبو الغيط إلى "ضرورة إسكات البنادق في السودان بأسرع وقت"، لافتا إلى أنه "ليس خافيا ما عانته المنطقة العربية من الآثار السلبية الخطيرة للتدخل في شؤونها الداخلية".
السودان
في سياق منفصل، أكد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال العربية الوزارية المعنية بمتابعة تطورات الوضع في السودان، الأربعاء، أهمية التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار حفاظاً على مقدرات شعب السودان ومؤسساته الوطنية.
وشدد الاجتماع، الذي شارك فيه وزيرا خارجية مصر سامح شكري والسعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على أهمية التعامل مع الأزمة السودانية باعتبارها شأناً داخلياً، ومحورية دور دول الجوار ومجموعة الاتصال العربية فى معالجة الأزمة.
كما حذرت المجموعة من التدخل في الشأن السوداني، وأعربت عن دعمها لإعلان جدة الإنساني الخاص بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
وأشاد أعضاء مجموعة الاتصال بجهود عدد من الدول العربية، ومنها مصر، في تخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأكدوا على مواصلة المجموعة جهودها ومساعيها الحميدة مع كل الأطراف السودانية، وتنسيقها مع التجمعات والشركاء الإقليميين والدوليين، للتوصل إلى حلول للأزمة، مع دعوة المجتمع الدولي لتوفير الدعم الإنساني والطبي العاجل للشعب السوداني.
وفي سياق متصل، قال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان، إن الاجتماع انعقد اليوم على هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بجدة.
ولفت إلى أن مجموعة الاتصال تشكلت بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية بتاريخ السابع من مايو/أيار الجاري بعضوية مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية.
ووفق البيان، تُعنى المجموعة بالتواصل مع الأطراف السودانية والدولية للعمل على معالجة أسباب الأزمة، وبذل المساعي للتوصل لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار.