جاسوس الحوثي "زابن".. "وحش جنسي" في مرمى العقوبات
لم تمر أسابيع على إدراج أمريكا لجاسوس الحوثي سلطان زابن على لائحة العقوبات، ليشددها مجلس الأمن لاعتباره "وحشا جنسيا" انتهك اليمنيات.
وبرز اسم سلطان صالح عيضة زابن الذي منحته مليشيا الحوثي رتبة "عميد" وعينته رئيسا للمباحث الجنائية في مناطق سيطرتها منذ الانقلاب أواخر 2014، بعد تصدره ملفات الجريمة المنظمة ضد النساء اليمنيات.
وبخلاف دور زابن كعقل مدبر لأبشع الانتهاكات وجرائم الإخفاء القسري والاغتصاب والاعتداءات الجنسية بحق أعداد كبيرة من اليمنيات، يعد الرجل من أبرز جواسيس الحوثيين الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني لتفكيك النظام اليمني.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية يمنية أن مسيرة الإرهابي سلطان زابن بدأت منذ تجنيده في مديرية رازح في محافظة صعدة، معقل الانقلاب، من قبل مهندس المخابرات الحوثية المدعو طه المداني، الذي أطاح به التحالف العربي في مطلع يونيو/حزيران 2015.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن أولى مهمات زابن كان العمل كموظف خدمات لدى أهم أذرع طهران باليمن بعد زعيم مليشيا الحوثي مباشرة وهو طه المداني، الذي قدم "الوحش الجنسي" للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ليتم تدريبه وإعادته لليمن.
وكان العمل الأهم لـ"زابن" في ذلك الوقت هو التجسس، ونقل الأخبار للمدعو "المداني" الذي عينه فيما بعد مسؤولا عن مراقبة سلوكيات بعض قيادات المليشيات الحوثية التي كان المداني يشك في ارتيادها أماكن لا تتسق مع التنظيم الإرهابي، وفق المصادر ذاتها.
وتؤكد المصادر ما نشرته "العين الإخبارية" في وقت سابق، عن مهمات "سلطان زابن" السوداء مع زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وهي ضمن أدوار متعددة لعبها من وراء الستار خلال حروب التمرد الست بين عامي 2004-2009.
كما كان حلقة الوصل بين خلايا الإمداد النسوية للحوثيين في حروب صعدة وبين المواقع المتقدمة للمليشيا ليتم بعد الانقلاب تسلميه ملف ما تسمى "إدارة شرطة الآداب" في مناطق سيطرة الانقلابيين، كمكافأة على دوره الإرهابي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 أدرجت الخزانة الأمريكية زابن على لائحة العقوبات مع 4 قادة حوثيين، تتزعم أجهزة المخابرات بصنعاء عقب جمع أدلة موثقة عن دورهم الإرهابي في الجرائم وزعزعة استقرار اليمن.
وشدد مجلس الأمن بعد ذلك بـ75 يوما وطأة العقوبات على القيادي الحوثي "زابن" لمسؤوليته المباشرة عن جملة من الجرائم والانتهاكات والعنف الجنسي ضد النساء في سجون خاصة ومقار احتجاز سرية وأخرى تابعة للشرطة.
واعتبر قرار مجلس الأمن الدولي "الحوثي زابن" مشاركا في أعمال تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، وحمّله المسؤولية المباشرة عن جملة الجرائم بحق النساء، وبينهن فتاة قاصرة، بما فيها ممارسة التعذيب بشكل مباشر والاختطاف القسري والاغتصاب.
رأس الحرب الناعمة
كان القيادي الحوثي سلطان زابن عاد إلى الوجه عقب تعيينه 2017 مديرا لجهاز البحث الجنائي في صنعاء من قبل القيادي الحوثي المتطرف "أحمد حامد"، بتوجيهات من قبل زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي.
وعلى الرغم من المعارضة القوية من قبل القيادي الحوثي "اللواء يحيى الشامي" الضابط المتلون وصاحب الأقنعة العدة لتعيين زابن، إلا أن زعيم المليشيا لا يزال يدعمه بقوة ضمن دوره الإرهابي في تجنيد النساء كأدوات ناعمة لخدمة الحرب.
وكان سبب معارضة الشامي لبقاء بن زابن في منصبه ومطالبته المتكررة بإزاحته، هو اختطاف المدعو بن زابن شقيقة قيادي حوثي ميداني بتهمة أنها تعمل ضمن "شبكة دعارة".
وأطلعت "العين الإخبارية" على تقرير غير منشور أعدته لجنة حقوقية في البرلمان غير المعترف به بصنعاء العام الماضي، تضمن إقرار "زابن" بتلفيق تهمة "الدعارة المنظمة" لاغتصاب فتيات ونساء ناشطات ناهضن الانقلاب الحوثي بزعم تورطهن في "الحرب الناعمة".
ولم يكتف القيادي الحوثي الأمني باغتصاب النساء بل مارس الابتزاز لأسر المعتقلات، حيث كشف مصدر لـ"العين الإخبارية" أن "زابن" طلب قطعة أرض قيمتها 100 مليون ريال يمني مقابل إطلاق طالبة جامعية لفّق لها تهمة "الدعارة".
والحرب الناعمة أو الدعارة المنظمة تهمة لا توجد إلا في مخيلة القيادي الحوثي سلطان زابن الرأس المدبر لـ"الزينبيات"، وهي قوة استخدمها لاقتحام المنازل واختطاف النساء، ثم يتدخل مع شبكة واسعة من قيادات الحوثيين على رأسهم زعيم المليشيا لهتك أعراض اليمنيات في مسعى لتجنيدهن لاصطياد المناهضين.
ووثق تقرير حقوقي صدر مؤخرا عن ائتلاف يمني ودولي، تعرض 71 فتاة للاغتصاب في معتقلات الحوثيين، حيث عمل القيادي الحوثي الأمني كوحش جنسي يغتصب ويوزع المختطفات على قيادات المليشيا بينهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، لممارسة ما يعرف بـ"جهاد التطهير".