أمريكا في القدس.. سفارة للإسرائيليين وقنصلية للفلسطينيين
لربما هي الحالة الوحيدة في العالم التي تكون فيها سفارة وقنصلية لدولة واحدة وفي مدينة واحدة وعلى بعد عدة كيلومترات فقط.
لربما هي الحالة الوحيدة في العالم التي تكون فيها سفارة وقنصلية لدولة واحدة في مدينة واحدة وعلى بعد عدة كيلومترات فقط.
فيوم الاثنين المقبل، تفتتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس المحتلة وستبقي في الوقت نفسه على قنصليتها العامة في المدينة وبذات التفويض السابق.
وتفوض القنصلية الأمريكية العامة في القدس بالاتصال مع الفلسطينيين في حين تفوض السفارة بالاتصال مع دولة الاحتلال.
وترفع كل من القنصلية والسفارة تقاريرهما بشكل منفصل إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح مكتوب مساء الجمعة وصل إلى "العين الإخبارية": "ستستمر القنصلية العامة في القدس في العمل كبعثة مستقلة ودون تغيير في تفويضها المسؤول عن العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".
وأضافت أن "الولايات المتحدة ستواصل دعم الوضع الراهن فيما يتعلق بالحرم الشريف، وأن الإدارة ملتزمة بمواصلة السعي للسلام الدائم والشامل بين إسرائيل والفلسطينيين الذي يعد بمستقبل أكثر إشراقا لكليهما".
وعمليا فإن الولايات المتحدة تبقي بذلك خيط اتصال مع الفلسطينيين الذين رفضوا بشدة القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.
وكانت القيادة الفلسطينية أوقفت الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرارها بشأن القدس في شهر ديسمبر الماضي، ولكنها أبقت على اتصالاتها الأمنية مع الولايات المتحدة.
وتواصل القنصلية الأمريكية في القدس التواصل مع الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة من خلال سلسلة برامج خاصة الثقافية.
وتتواجد القنصلية الأمريكية في شارع "اغرون" بالقدس الغربية وتشمل مقر إقامة ومكتب القنصل الأمريكي العام دونالد بلوم وطاقمه السياسي والاقتصادي والإعلامي والأمني والثقافي المسؤول عن العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين.
أما السفارة الأمريكية فستتواجد في "ارنونا" على أرض مصنفة في أغلبها كـ"أرض حرام" وهي المنطقة التي كانت تفصل ما بين شطري القدس الشرقي والغربي قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 والتي كان يمنع على الفلسطينيين والإسرائيليين الإقامة فيها وتعتبر بموجب القانون الدولي منطقة محتلة.
وتتولى السفارة الأمريكية التي تنتقل من تل أبيب إلى القدس المسؤولية عن العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية حيث من المتوقع تحويل السفارة في تل أبيب إلى قنصلية.
وفي حين أن السفارة الأمريكية وجدت بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 فإن التمثيل القنصلي الأمريكي في القدس يعود إلى 173 عاما.
واستنادا إلى القنصلية الأمريكية في القدس، فإن بداية التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في القدس كان في عام 1844 عندما عين الرئيس الأمريكي جون تايلر أول قنصل للولايات المتحدة بالقدس، ولكن في عام 1857 تأسس أول وجود قنصلي أمريكي دائم في مبنى داخل باب الخليل في البلدة القديمة.
وكان باب الخليل آنذاك مركزا للعديد من البعثات الدبلوماسية الغربية بينها الفرنسية، قبل أن تنتقل بعد سنوات طويلة إلى منطقة الشيخ جراح والمناطق المحيطة في القدس.
واختارت القنصلية الأمريكية الانتقال إلى منطقة قريبة من مقبرة مأمن الله، التي تصنف الآن منطقة قدس غربية؛ حيث ما زال هذا المبنى مقرا لإقامة للقنصل الأمريكي العام ومكاتب للفرق المساعدة.
وتقول القنصلية الأمريكية: "أنشئ مبنى القنصلية الحالي عام 1868 من قبل المبشر الألماني اللوثري فرديناند فستر الذي بنت عائلته وأعوانهم العديد من المنازل في القدس ذات الطابع العربي (خاصة في الكولونية الألمانية) وكذا فندق الأمريكان كولوني" في إشارة إلى فندق شهير ما زال قائما في منطقة الشيخ جراح، التي تصنف الآن كمنطقة قدس شرقية.
وأضافت: "كانت البناية من أوائل البيوت التي بنيت خارج جدران البلدة القديمة.. وشمل مبنى القنصلية الأصلي طابقين فقط، وتمت إضافة الثالث في أوائل القرن العشرين.. ويضم المبنى اليوم كلا من مكان إقامة القنصل العام ومكاتب الموظفين".
وقد تم تحديد البعثة كقنصلية عامة في عام 1928.. وقالت القنصلية الأمريكية: "وهي تمثل البعثة الدبلوماسية الرسمية للولايات المتحدة في الضفة الغربية والقدس وغزة كبعثة مستقلة تحت إدارة القنصل العام كرئيس للبعثة.. كما توفر القنصلية أيضا خدمات لحاملي الجنسية الأمريكية في القدس والضفة الغربية وغزة".
وفي عام 1951 استأجرت الحكومة الأمريكية موقعا آخر في شارع نابلس، تصنف الآن قدسا شرقية، حيث كان يضم القسم القنصلي التابع للقنصلية العامة والذي يؤمن خدمات لحاملي الجنسية الأمريكية والتأشيرات.
واستنادا إلى القنصلية الأمريكية العامة فإن المبنى الجديد تم إنشاؤه في الستينيات من القرن الـ19 لاستخدامه كدير
وفي عام 2006 وسّعت القنصلية الأمريكية وجودها في هذا المبنى وذلك باستئجار آخر محاذٍ تم تخصيصه لمكاتب الإدارة والعلاقات العامة.
وتم تحويله منذ عام 2010 إلى مقر للبيت الأمريكي الذي يموَّل من الولايات المتحدة وينظم نشاطات ثقافية وتعليمية وتعريفية بالتعليم في الولايات المتحدة.
أما القسم القنصلي التابع للقنصلية العامة فقد انتقل منذ ذلك الحين إلى منطقة أرنونا في القدس الغربية؛ وبات الآن جزءا من السفارة الأمريكية الجديدة التي سيتم افتتاحها الإثنين.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز