إسرائيل وكورونا في القدس.. "حلال لك حرام على غيرك"
مبادرة مقدسية لتعقيم مساجد وكنائس القدس لم ترق للاحتلال الذي طارد أصحابها.
"حلال لك حرام على غيرك" مقولة تطبقها إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين طيلة احتلالها أراضيهم، حتى في وقت الأزمات؛ ففي الوقت الذي تتسابق فيه الدول حول العالم لمواجهة فيروس كورونا الذي لم تعد ضحاياه مجرد أرقام فقط، وأدت سلطات الاحتلال مبادرة تطوعية في القدس المحتلة لتعقيم المساجد والكنائس.
مبادرات للتعقيم من فيروس كورونا أطلقها شبان في مدينة القدس الشرقية المحتلة، في خطوة لم ترق لسلطات الاحتلال التي اعتقلت عددا منهم.
شبان بادروا بشراء مواد استخدموها في تعقيم مساجد وكنائس ومراكز بالمدينة، فيما قام بعضهم بتوزيع المعقمات اليدوية على المواطنين في الشوارع الرئيسية بالمدينة وفي محيط البلدة القديمة.
والتزم الشبان بارتداء الملابس الواقية ضمن المواصفات الطبية بما في ذلك الكمامات، وحافظوا على مسافة من المواطنين لتفادي التقاط الفيروس.
ورغم تقيدهم بجميع المعايير المطلوبة؛ فإنهم لم يفلتوا من ملاحقة السلطات الإسرائيلية التي تجعل حتى من العمل الطبي التطوعي جرما تعتقل على إثره الشبان، وفق شهادات متفرقة لفلسطينيين.
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن قوات من شرطة الاحتلال لاحقت المتطوعين في الشوارع ومنعتهم من توزيع المعقمات اليدوية على السكان.
كما صادرت موادّ معقمة استخدمها متطوعون في تعقيم المساجد والكنائس ومؤسسات بالمدينة المحتلة.
من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني، في تصريح مكتوب تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن "شرطة الاحتلال اعتقلت بالأمس 8 شبان من القدس، وذلك خلال قيامهم بأعمال تطوعية، تتمثل بتعقيم بعض المرافق العامة".
وأضاف أنه "جرى الإفراج عنهم بشروط منها الحبس المنزلي، وعدم التواصل مع بعضهم البعض لمدة (15) يوما، والتوقيع على كفالة".
كما أوقفت شرطة الاحتلال 4 مواطنين قبل الإفراج عنهم بعد تهديدهم بعدم العودة للتعقيم.
جريمة
أحد المتطوعين، قال لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية: "بادرنا للمساهمة في الجهود الهادفة لمنع انتشار فيروس كورونا فقمنا بشراء معقمات استخدمناها لتعقيم مساجد وكنائس ومؤسسات وحتى توزيع معقمات يد على المواطنين في الشوارع".
وتابع: "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعاملت مع جهدنا التطوعي على أنه جرم بداعي أنه كما يزعمون ينتهك السيادة الإسرائيلية المزعومة في مدينة القدس الشرقية".
واعتبر أن "الاتهام مضحك" متسائلا: "ما هذه السيادة المزعومة التي تنتهك بأعمال تعقيم، ومن ناحية ثانية يظهر الوجه القبيح للاحتلال الذي لا يأبه للمواطنين القابعين تحت احتلاله في انتهاك فاضح للقوانين الدولية".
واستطرد: "في وقت يتجند فيه العالم أجمع لمواجهة فيروس كورونا، تأبى إسرائيل إلا أن تظهر وجهها الاحتلالي القبيح بمنع حتى الأعمال الإنسانية".
ويقول المواطنون الفلسطينيون إن قوات الاحتلال صعدت من إجراءاتها ضدهم في القدس منذ قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية عام 2017.
فلسطين تدين: إرهاب دولة
الخارجية الفلسطينية من جانبها، أدانت بأشد العبارات عمليات القمع والملاحقة والاعتقال العنصرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال وشرطته بحق عدد من المشاركين في المبادرات الشبابية المقدسية للوقاية من انتشار فيروس كورونا في مدينة القدس المحتلة.
واعتبرت الوزارة، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن اعتقال 12 مواطنا ممن شاركوا في هذه الفعالية الإنسانية "يشكل قمة إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في المدينة المقدسة".
ولفتت إلى أن هذا القمع الإسرائيلي للمبادرة الفلسطينية الشبابية المقدسية "يأتي في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية والإنسانية لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا بعيدا عن الخلافات والصراعات".
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز