جيهان شهيب.. لبنانية تمزج التاريخ والثقافة في "فاصل كتاب"
أبدعت المهندسة المعمارية جيهان شهّيب في تجسيد أشهر المعالم في لبنان وعدد من الدول العربية بفواصل كتب يختزل كل منها قصة عميقة من الثقافة، التاريخ والجمال.
ساهم مشروع تخرج شهيّب من الجامعة اللبنانية سنة 2000 في رسم الطريق الذي اختارته بحسب ما أطلعت "العين الإخبارية".
تقول جيهان: "كان بحثي عن الهوية، وأنا أعشق تاريخ الهندسة، العمارة والفن ولدي شغف بالقراءة، ومن خلال اطلاعي استطعت التوصل إلى أن لبنان مزيج من الحضارات لكن في الوقت ذاته يعاني من ضياع الهوية، من هنا قررت الإضاءة على معالم هندسية لكي يتعرّف الناس على قصة كل منها فيشعر بالانتماء إليها، انطلقت سنة 2018 بمشروعي اخترت فواصل الكتب لكي يتمتّع القراء بالمعلم مع تفاصيله الهندسية الزخرفية، ويصبح لديهم قطعة منه ورغبة بالبحث أكثر عنه".
لكن كيف تختار المعالم التي تجسدها؟ عن ذلك أجابت شهيّب: "لبنان غني بالمعالم، ففي كل زاوية نجد معلماً يستحق الإضاءة عليه، فقد توالت عليه حضارات عدة، الإغريقية، الرومانية، البيزنطية وغيرها، كل منها ترك أثراً".
وشرحت على سبيل المثال: "جسَّدت نافذة المندلون التي أتى بها الأمير فخر الدين إلى لبنان بعد نفيه إلى إيطاليا أيام العثمانيين، اعتبر أني أضأت على ثقافة فخر الدين وكيف تأثر بالعمارة الإيطالية، وفيما يتعلق بنافذة متحف سرسق أضاءت على المتحف وعلى مالكه نيكولا سرسق كشخص بنى المبنى سنة 1912 قبل أن يقدمه ومحتوياته سنة 1952 لمدينة بيروت، كذلك حال مبنى بلدية بيروت".
لم تقتصر اختيارات شهيّب على معالم لبنان، إذ قالت "جسّدت جامع الشيخ زايد في الإمارات فهو رائع ليس كمبنى فقط بل كرسالة فحواها نشر السلام وجمع الحضارات الإسلامية والانفتاح على العالم، والبراجيل درة التراث المعماري في الإمارات، الدلة أي إبريق القهوة وهو مطبوع على الدرهم كدليل للضيافة، وجزر النخيل، وبالتأكيد مكة المكرمة لما للفن الإسلامي من وقع مهم في تاريخ الفن والعمارة، إضافة إلى باب مسجد الرفاعي في مصر الذي يختزل قصة أكثر من رائعة".
إبداع شهيّب في علامتها التجارية Jihan C يكمن في اهتمامها بأدق التفاصيل، ومؤخراً قررت جعل فواصل الكتب قابلة للارتداء، من هنا اعتمدت ذات الفكرة على حلي، كما أنها تصمّم قطعاً فنية لعرضها على الحيطان والطاولات وهدايا تقدمها الشركات في المناسبات كما تشاركت مع Mont blanc في الامارات، وقالت: "كل ما أقوم به يصب في خانة الحفاظ على التراث، التقاليد، التاريخ والجذور وهو مصنوع من النحاس المطليّ بالذهب من عيار 24 قيراطاً".
وتابعت شهيّب: "سأشارك هذا العام في إكسبو 2020 دبي وفي World Art Dubai 2022"، وختمت: "تبقى رسالتي في كل ما أقدمه ضرورة الانفتاح على الآخر، وعلى عكس ما يشاع، أؤكد أن لدى الناس شغف القراءة والمعرفة".