بعد 30 عاما من لقطته الشهيرة.. وفاة "الأب الملهم" في أولمبياد برشلونة
شهدت دورة الألعاب الأولمبية 1992 التي استضافتها برشلونة واحدة من أكثر اللقطات إلهاما في تاريخ الرياضة العالمية.
وتعرض العداء البريطاني ديريك ريدموند لإصابة مفاجئة في عضلات الفخذ خلال مشاركته في سباق 400 متر في أولمبياد برشلونة، فشل على أثرها في إكمال السباق بنفس القوة.
لكن ريدموند تحامل على نفسه وظل يعرج من أجل الوصول لخط النهاية، قبل أن تحدث المفاجأة ويقتحم والده جيم ريدموند المضمار ويقوم بمساعدته على إكمال السباق حتى النهاية رغم وصول باقي المتسابقين لخط النهاية.
وبعد أكثر من 20 عاما من تلك اللقطة الإنسانية، توفي جيم ريدموند (الثلاثاء) عن 81 عاما، بعدما بات إحدى أشهر الشخصيات الملهمة في تاريخ الألعاب الأولمبية.
وكان ديريك يقدم مستويات جيدة قبل أولمبياد برشلونة جعلت والده واثقا من إمكانية تحقيقه إنجازا في البطولة، لا سيما بعدما سجل أفضل زمن في التصفيات.
وعندما وجد جيم ريدموند حلم نجله يتحطم أمامه بسبب الإصابة المفاجئة، أبى إلا أن يترك ذكرى رائعة له أمام العالم أجمع عبر التحامل على نفسه لإنهاء السباق، خاصة بعدما وجد الابن يحاول القيام بذلك.
واقتحم ريدموند الأب مضمار السباق وتخطى المنظمين، وساعد ابنه على الوصول إلى خط النهاية، وهو ما جعلهما يستحقان تحية واحترام كل المشجعين الموجودين بالاستاد.
وعلق جيم بعدها على تلك اللقطة، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، قال فيها: "كان يجب أن يُنهي السباق مهما حدث، وكان علي أن أساعده، حيث إننا بدأنا المسيرة معا، وكان علينا أن نُنهيها بنفس الشكل".
وفاة جيم ريدموند
اللجنة الأولمبية الدولية لم تفوت الفرصة من أجل نعي "الأب الملهم"، حيث كتبت عبر صفحتها الرسمية على "تويتر": "تعازينا لديريك ريدموند وعائلته بعد وفاة والده جيم".
وأضافت: "لقد قدما لنا واحدة من أكثر اللحظات إلهاما في تاريخ الألعاب الأولمبية".
بينما كتب منتخب بريطانيا لألعاب القوى على صفحته على "تويتر" أيضا: "ارقد بسلام جيم ريدموند.. لقد كانت لحظته الأولمبية لا تنسى أبدا".
يذكر أنه بعد نحو 20 عاما من هذه الواقعة، شارك جيم ريدموند في حمل الشعلة الأولمبية في أولمبياد لندن 2012 تكريما له، وإحياء للقطته الملهمة في أولمبياد برشلونة.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز