وُلد من جديد.. كيف أعاد ميسي اكتشاف نفسه في سان جيرمان؟
تجاوز ليونيل ميسي بدايته المتذبذبة مع باريس سان جيرمان، ونجح في تثبيت أقدامه مع الفريق، بما يليق مع واحد من أنجح أساطير كرة القدم.
وبعد 20 عاما تقريبا داخل جدران برشلونة، انتقل ميسي بشكل مفاجئ إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021 عقب فشل تجديد عقده مع النادي الكتالوني، ليبدأ النجم الأرجنتيني المخضرم حقبة جديدة في مسيرته.
ميسي، المتوج بجائزة الكرة الذهبية 7 مرات احتاج عاما من أجل التأقلم على الأجواء في باريس سان جيرمان، والعودة للعب دور الحسم في المباريات كما اعتاد في برشلونة.
تأقلم صعب
ظهر ليو بشكل متواضع في الموسم الماضي مع باريس سان جيرمان، لدرجة استبعاده من قائمة المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2022، لأول مرة منذ 16 عاما.
ويبدو أن التأقلم على الأجواء في ملعب "حديقة الأمراء" لم يكن سهل على النجم الأرجنتيني المخضرم، الذي خاض 34 مباراة مع الفريق الباريسي الموسم الماضي، سجل خلالها 11 هدفا وصنع 15.
ولم يمر هذا الوقت بسهولة على ليو، الذي وصل به الحال لاستقبال صافرات من جماهير باريس سان جيرمان، التي يبدو أنها كانت تنتظر المزيد، حالها حال النقاد الذين أشاروا إلى أن الـ"بي إس جي" تعاقد مع لاعب على وشك الاعتزال.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النجم الأرجنتيني بعد ثالث أكبر اللاعبين في تشكيلة باريس، بعد المدافع الإسباني سيرخيو راموس، والحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، اللذان يكبرانه بأشهر قليلة.
وتبدل الوضع في الموسم الحالي، في وقت يستعد فيه ميسي للظهور بصورته المعتادة في كأس العالم 2022 في قطر.
وبعد فترة من العناء، نجح ميسي في توفير الأجواء الهادئة والمألوفة التي كان يتمتع بها في برشلونة، فبعد أشهر من العيش في فندق، وجد أخيرا مسكنا في بلدية نويي الخاصة، ثم عمل على ترجمة هذا الصفاء داخل المستطيل الأخضر.
واعترف ميسي نفسه بأنه يشعر بتحسن، وأنه ترك وراءه فترة صعبة من التكيف مع مدينة جديدة، وبلد جديد، وناد جديد ولغة جديدة، والكثير من المتغيرات التي أربكته في الموسم الماضي.
قطعة لا غنى عنها
وبعد زوال الشكوك، تحول ميسي تحول ليصبح القطعة الفنية التي لا غنى عنها في فريق المدرب كريستوف جالتييه.
وبات ميسي اللاعب الوحيد الذي شارك أساسيا في المباريات الرسمية الـ12 التي لعبها الفريق هذا الموسم في جميع البطولات، وهو الوحيد الذي حقق دقائق لعب تجاوزت الـ1000 دقيقة (1062 دقيقة).
ميسي سجل 7 أهداف بالإضافة إلى 8 تمريرات حاسمة حتى الآن مع باريس هذا الموسم، بينما في نفس المرحلة من الموسم الماضي، كان قد سجل هدفا واحدا فقط.
ورغم أن الغموض كان يحيط بمستقبل ميسي مع باريس قبل أشهر قليلة، فإن الأمور تبدلت الآن تماما، وبات مشجعو الفريق العاصمي أكثر جرأة على الطموح، والأمل في أن يساعدهم الأسطورة على تحقيق الحلم الذي طالما استعصى عليهم في السنوات الأخيرة، وهو حصد لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخ النادي.