التقدم في العمر ليس عائقا.. هل ينال بايدن ولاية ثانية؟
اعتبر تحليل نشره موقع "سي إن إن" الإخباري أن الرئيس الأمريكي جو بايدن (79 عامًا)، وهو أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، قد بدا عليه الإرهاق بعد ١٨ شهرا فقط من ولايته الأولى.
ووصف الخصوم بايدن بأنه "ضعيف للغاية" بالنسبة لمسؤوليات البيت الأبيض، فيما بدأ الحلفاء في دفعه نحو التقاعد، وذلك قبل أشهر قليلة على انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
المشكلات وليست السن
ومع ذلك، فإن سن الرئيس الأمريكي ليست هي المشكلة الأساسية وفقا للتحليل؛ فالأزمات التي بدأت تتكاثر قبل عام عندما كان معظم الأمريكيين لا يزالون يوافقون على أدائه الوظيفي، هي ما قد تعقد آماله في ولاية ثانية.
وكانت الأزمة الأولى نتجت عن تصميم بايدن على سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وهو هدف شائع شاركه مع اثنين من أسلافه المباشرين.
ولم تكن "سن الرئيس" هي التي تسببت في انهيار الحكومة الأفغانية والصور المدمرة للفوضى التي تكشفت على الهواء مباشرة بعد ذلك.
وفي نفس الوقت تقريبًا، تسبب متحور دلتا (كورنا) في عودة ظهور عدوى الفيروس. ووصل المزيد من الأخبار السيئة في نهاية العام، بعد مفاوضات مطولة ومضنية، وانهار محور جدول أعمال الرئيس الاقتصادي في الكابيتول هيل.
ومنذ أن أطلق بايدن ترشحه للبيت الأبيض، كان الديمقراطيون التقدميون قلقون بشأن نظرته السبعينية للأمور والقدرة على التحمل الجسدي. على وجه التحديد ، كانوا يخشون أن يكون لديه آراء قديمة حول قيمة التفاوض مع الجمهوريين في الكونجرس.
نجاحات وإخفاقات
ورغم تحقيق بايدن بعض الانتصارات، من الإنفاق على البنية التحتية في عام 2021 إلى تشريعات سلامة الأسلحة هذا العام، إلا أنه أخفق فى أمور أخرى تعد جوهرية؛ وأنفق استثمارات كبيرة لتحسين تغير المناخ ورفع مستوى الأسر المتعثرة، بتمويل من ضرائب أعلى على الشركات والأثرياء. ويرجع الفشل فى ذلك إلى مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي، حيث لا يستطيع الديموقراطيون خسارة صوت واحد على أولويات الحزب.
استعار التضخم
وقال التحليل إنه في الأشهر الأخيرة، أدى ارتفاع التضخم إلى الضغط بشدة على الرئيس بايدن، لكن الأسعار لم تنمو إلى 9.1٪ سنويًا -بحسب تقرير مكتب إحصاءات العمل الأسبوع الماضي- لأن الرئيس سيدخل قريبًا عقده التاسع.
لكن معدل التضخم ارتفع بسبب المزيج السام من الاضطرابات الوبائية والطلب الاستهلاكي المفرط. أما عن مسؤولية بايدن فثمة أدلة تشير إلى أن الرئيس ساهم في المشكلة من خلال خطة الإنقاذ الأمريكية الضخمة البالغة 1.9 تريليون دولار.
ولم يكن هذا الخطأ فريدًا بالنسبة للرئيس المسن. فقد كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي (الأصغر بعشر سنوات من بايدن) جيروم باول حتى وقت قريب قد حافظ على سياسات نقدية توسعية على أمل تجنب التعافي الفاتر بعد الوباء.
وفى وسط مرحلة التعافي الاقتصادي من الوباء، أدت الحرب في أوكرانيا إلى جعل الأمور أسوأ من خلال زيادة تكاليف الغذاء والطاقة.
بالنسبة للأمريكيين الأصغر سنًا والشباب، جاءت الضربة القاصمة الأخيرة من المحكمة العليا الأمريكية التي ألغت حق الإجهاض على المستوى الفيدرالي. وسرعان ما انتقد السياسيون والناخبون الديمقراطيون بايدن بسبب افتقاره إلى "القتال".
ويشوش عمر بايدن على آفاق إعادة انتخابه في 2024 على أي حال؛ فالناخبون لديهم سبب وجيه للقلق. مع مرور كل عام، حتى الأشخاص الأصحاء في عمر الثمانين يواجهون مخاطر متزايدة من النكسات الطبية والتدهور العقلي.