لوقف توظيف مؤيديه.. الضغوط تلاحق بايدن
يتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط من الموظفين السابقين في وزارة الخارجية لمنع توظيف مؤيديه بمناصب في البعثات الأمريكية بالخارج.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الولاية الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن قائمته لمناصب السفراء في الدول الأجنبية لا تزال مفتوحة، مع ترشيح المصادقة على سفيرة واحدة فقط وهي ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة.
واستغرقت التعيينات، التي يفترض أن تحدث عادةً بعد فترة وجيزة من تنصيب الرئيس الجديد، وقتًا أطول في عهد بايدن.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى محاولة الإدارة الجديدة تحقيق التوازن بين ثلاث مجموعات متنافسة، أولها هم الموظفون الدبلوماسيون الذين تحملوا فوضى ترامب الذين يشعرون بضرورة مكافأتهم؛ والثانية هي موظفو إدارة أوباما، والثالثة هم المؤيدون السياسيون والمانحون.
لكن البيت الأبيض أشار في الأيام الأخيرة إلى أنه مستعد للعمل بعد إخلاء مناصب جميع المعينين السياسيين في إدارة دونالد ترامب باستثناء واحد وهو سفير الولايات المتحدة في موسكو جون سوليفان، وإعادة تعيين مسؤولي وزارة الخارجية على مستوى وكيل الوزارة ونائبه والأمناء المساعدين.
ويدير هؤلاء الموظفون في الخارجية الأمريكية عادةً السياسة والإدارة في قسم يضم 13000 وظيفة في البعثات الدبلوماسية الخارجية و11000 وظيفة مدنية و45000 موظف محلي بميزانية قدرها 52 مليار دولار.
ومع رغبة بايدن في استغلال القوة الناعمة التي تتضح من خلال التزامه بسحب القوات من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، فإن عبء السياسة الخارجية الأمريكية سوف يقع على عاتق موظفي وزارة الخارجية التي قوضها نهج ترامب من الدبلوماسية غير المتوقعة.
وقال أحد السفراء المخضرمين لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن أول المهام التي يتعين على الرئيس القيام بها هو إعادة الروح المعنوية إلى الوزارة، وثانياً إصلاح التوازن بين التعيينات السياسية والوظيفية.
وقال رونالد إي نيومان، رئيس الأكاديمية الأمريكية للدبلوماسية، إنه: "تحاول الإدارة إعادة بناء الدبلوماسية الأمريكية، ولكن ليس من الأساس لأن لديهم بالفعل موظفين يتمتعون بمستوى عال من الكفاءة. المهمة هي وضعهم في المناصب التي تليق بهم".
وبذلك، يتعين على الإدارة أن تختار بين المسؤولين الذين خدموا خلال إدارة أوباما وكلينتون وموظفي وزارة الخارجية الحاليين الذين تحملوا الخدمة في ظل الاضطرابات التي دامت أربع سنوات في عهد ترامب.
لكن استعداد الإدارة لاتباع العادات السياسية الأمريكية لمكافأة الحلفاء بالتعيينات في البعثات الخارجية أصبح أكثر وضوحًا في الأيام الأخيرة.
والإثنين الماضي، ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن سيندي ماكين، أرملة السيناتور الجمهوري جون ماكين، التي كانت أحد أسباب فوز بايدن الكبير في ولاية أريزونا، تنتظر المصادقة على تعيينها سفيرة للولايات المتحدة لدى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
كما يواجه بايدن مطالبات بالمساواة بين الجنسين في عملية التوظيف.
وأشارت الصحيفة إلى رسالة بتاريخ 9 أبريل/نيسان، حثت مجموعة من 30 سفيرة سابقة وعضوات في مجلس الأمن القومي بايدن على إعطاء الأولوية للمساواة بين الجنسين، حيث يشغل الرجال في الوقت الراهن 60٪ من المناصب الدبلوماسية في الولايات المتحدة فيما تشغل النساء 40٪ فقط.