بايدن ينهي رئاسته بـ«ضمير مرتاح».. سر وكواليس عفو اللحظات الأخيرة
وسط ذهول المشرعين وامتنان الحاصلين على العفو، أصدر الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، الإثنين، قائمة «استثنائية» من العفو الاستباقي عن منتقدين بارزين للرئيس المنتخب دونالد ترامب وأفراد عائلته، قبل دقائق من تسليمه السلطة.
وقبل دقائق من تنصيب ترامب كرئيس 47 للبلاد، أصدر بايدن الإثنين عفوا عن خمسة أفراد من عائلته، قائلا إنه يريد حمايتهم من أن يصبحوا هدفا لتحقيقات لا أساس لها وذات دوافع سياسية».
ومن بين المشمولين بالعفو شقيقاه جيمس وفرنسيس. كما تضم القائمة سارة زوجة جيمس، وشقيقة بايدن فاليري وزوجها جون.
وبحسب «سي إن إن»، فإن العفو الذي صدر في الساعات الأخيرة من رئاسة بايدن، يشكل مرونة مذهلة في السلطة الرئاسية غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الحديث، مشيرة إلى أنها تعمل على حماية العديد من المنتقدين الصريحين للرئيس القادم، بما في ذلك النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، التي تعهد ترامب بالانتقام منها.
وقال بايدن في بيان صدر أثناء مراسم التنصيب في مبنى الكابيتول الأمريكي: «لقد تعرضت عائلتي لهجمات وتهديدات متواصلة، بدافع الرغبة في إيذائي - أسوأ أنواع السياسة الحزبية. لسوء الحظ، ليس لدي أي سبب للاعتقاد بأن هذه الهجمات ستنتهي».
وأضاف الرئيس المنتهية ولايته: «حتى عندما لا يرتكب الأفراد أي خطأ ويتم تبرئتهم في النهاية، فإن مجرد التحقيق معهم أو مقاضاتهم يمكن أن يلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بسمعتهم وماليتهم».
وجاء في بيان صدر في وقت سابق من اليوم أن بايدن «بضمير مرتاح» لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة التهديد بالانتقام من جانب الرئيس القادم ضد خصومه.
وكتب بايدن في بيان عن الدفعة الأولى من العفو، التي صدرت قبل ساعات من موعد استقباله لترامب في البيت الأبيض لتناول الشاي قبل حضور مراسم تنصيبه: «هذه ظروف استثنائية، ولا يمكنني بضمير مرتاح أن أفعل شيئًا. إن التحقيقات التي لا أساس لها من الصحة وذات الدوافع السياسية تسبب دمارًا في حياة الأفراد المستهدفين وعائلاتهم وسلامتهم وأمنهم المالي».
الحماية أهم من التبعات
كان بايدن يدرس إصدار العفو في الأيام الأخيرة من رئاسته، خوفًا من أن يتولى ترامب منصبه ويسعى على الفور إلى مقاضاة خصومه. وفي بيانه، أوضح أسبابه، قائلاً: «من المثير للقلق أن الموظفين العموميين تعرضوا لتهديدات وترهيب مستمرين بسبب أداء واجباتهم بأمانة».
وواجه جميع المستفيدين من العفو الذي أصدره بايدن انتقادات شديدة من ترامب وحلفائه.
وشغل فاوتشي منصب مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لعقود من الزمن، بما في ذلك أثناء تفشي كوفيد في رئاسة ترامب الأولى، وشغل ميلي منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال فترة ولاية ترامب الأولى وحذر من أن ترامب فاشي. وأشار بايدن في بيانه إلى أن العفو لا يدل على الذنب.
وتابع: «إصدار هذه العفوات لا ينبغي أن يُفهم على أنه اعتراف بارتكاب أي فرد لأي مخالفة، ولا ينبغي تفسير قبولها على أنه اعتراف بالذنب عن أي جريمة. إن أمتنا مدينة لهؤلاء الموظفين العموميين بالامتنان لالتزامهم الدؤوب تجاه بلدنا».
وبينما كان يزن العفو الاستباقي على مدى الأيام القليلة الماضية، أوضح الرئيس في محادثات مع مساعديه أنه لا يعتقد أن أولئك الذين حصلوا عليه كانوا مذنبين بأي جرائم - وأعرب عن قلقه من أن العفو عنهم قد يشير إلى الشعور بالذنب، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
وفي نهاية المطاف، وضع بايدن هذه المخاوف جانباً مع الرأي القائل بأن توفير الحماية من شأنه أن يفوق العواقب المحتملة للشعور بالذنب.
خطوة غير مسبوقة
وبحسب «سي إن إن»، فإن قرارات بايدن تعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة، فلم يسبق من قبل إصدار عفو استباقي على هذا النطاق الواسع.
وأضافت أنه عندما أصدر الرئيس جيرالد فورد عفواً عن سلفه ريتشارد نيكسون، كان الرئيس السابع والثلاثون يواجه تهديداً حقيقياً بالملاحقة القضائية. ولم يكن أي من المدرجين على قائمة بايدن معرضاً لخطر اتخاذ إجراءات قانونية وشيكة، لكن بايدن اعتقد أن التهديد كان حقيقياً بما يكفي لجعل الحماية ضرورية.
المشرعون مذهولون
وبحسب مصادر متعددة، أصيب العديد من أعضاء الكونغرس الذين خدموا في اللجنة التي تحقق في الهجوم على مبنى الكابيتول بالذهول عندما علموا بالقرار. ولم يتلقوا أي إشعار مسبق بحدوث ذلك، وقال أحد الأشخاص إنهم ما زالوا لا يعرفون حتى سبب العفو.
وقال تايلور بودويتش، نائب رئيس موظفي ترامب للاتصالات والموظفين، إن عفو بايدن «سيُسجل باعتباره أعظم هجوم على نظام العدالة الأمريكي في التاريخ».
وتابع: «بضربة قلم واحدة، نجح ترامب في حماية مجموعة من المقربين السياسيين من ميزان العدالة. وهذا يشكل تآكلًا خطيرًا لا رجعة فيه للمعايير الأمريكية».
aXA6IDE4LjIxNy4xMjguMTkxIA== جزيرة ام اند امز