رسالة الرئيس لخلفه.. تقليد أمريكي عريق يمنح بايدن سابقة تاريخية
يُعتبر التقليد الأمريكي المتعلق بكتابة الرئيس رسالة لخلفه، من أبرز ملامح الانتقال السلمي للسلطة في الولايات المتحدة.
بدأ هذا التقليد في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان، الذي كتب رسالة إلى خلفه جورج بوش الأب، بعد انتهاء ولايته الثانية في عام 1989.
وقرر ريغان، الذي شاركه بوش الأب فترة طويلة من التعاون كونه كان نائبه لـ8 سنوات، ترك رسالة وداع تعبر عن امتنانه لصديقه وتهنئته ببدء ولايته الرئاسية. واختار ريغان ورقة عليها رسومات فكاهية صممتها الرسامة ساندرا بويتون، تُظهر فيلًا، رمز "الحزب الجمهوري"، محاطًا بالديك الرومي، مع عبارة: "لا تدع الديوك الرومية تحبطك"، في إشارة إلى التحديات التي قد يواجهها بوش الأب في منصبه.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، أظهرت رسالة ريغان روح الصداقة والتعاون مع بوش الأب، حيث ختمها قائلاً: "سأفتقد اجتماعاتنا يوم الخميس"، في إشارة إلى اللقاءات المنتظمة بينهما.
رسالة بوش الأب
وبعد تلك الرسالة، استمر هذا التقليد، حيث كتب جورج بوش الأب إلى بيل كلينتون، الذي بالانتخابات في عام 1992.
وكانت رسالة بوش الأب مزيجًا من الدعم والتوجيه، إذ حذر كلينتون من الانتقادات التي سيواجهها، قائلاً له: "ستواجه أوقاتًا صعبة قد يشعر فيها البعض بأن الانتقادات غير عادلة، لكن لا تدعها تضعف عزيمتك". وختم الرسالة بالدعاء له بالنجاح.
رسالة كلينتون
ثم كتب بيل كلينتون رسالة إلى جورج بوش الابن بعد فوزه في انتخابات 2000، حيث عبر عن أمله في أن يحظى الرئيس الجديد حينها بتجربة فريدة في رئاسته، وأشار إلى أن الطريق قد يكون صعبًا، لكنه أكّد أن تحمل المسؤولية هو "أعظم مغامرة وأعظم شرف يمكن أن يناله أي مواطن أمريكي".
رسالة بوش الابن
وفي عام 2008، عندما غادر جورج بوش الابن المنصب بعد ولايتين رئاسيتين، كتب رسالة إلى باراك أوباما هنأه فيها بمناسبة وصوله إلى البيت الأبيض. وقدم له نصائح حول كيفية التعامل مع الانتقادات، وأكد له أنه سيكون محاطًا بعائلة محبة وبدعم من الأمة.
رسالة أوباما
أوباما بدوره، كتب رسالة إلى دونالد ترامب بعد فوزه في انتخابات 2016، تبعث على التفاؤل والتقدير ، وأكد له أهمية الحفاظ على المؤسسات الديمقراطية، مشيرًا إلى أن دور الرؤساء في حماية الديمقراطية والتقاليد الأمريكية "بالغ الأهمية".
وعند تسليمه السلطة في 2021، كتب ترامب رسالة إلى جو بايدن، على الرغم من رفضه حضور حفل التنصيب أو المشاركة في بعض التقاليد الأخرى.
رسالة ترامب
وحسب المصادر، كانت رسالة ترامب طويلة ومكتوبة بخط اليد، وتحتوي على كلمات تهنئة ووداع. ووصف بايدن الرسالة بأنها "كريمة"، لكنه قرر عدم نشر مضمونها، وقال إنه سيحتفظ بها.
وعندما سُئل ترامب عن محتوى رسالته، أجاب بأنه قضى وقتًا طويلاً في التفكير بها، وترك الأمر لبايدن ليقرر ما إذا كان سيرغب في مشاركة التفاصيل مع الجمهور.
رسالة بايدن المحتملة
والآن، مع استعداد بايدن لتسليم السلطة إلى ترامب مجددًا في عام 2025، سيكون هو أول رئيس في التاريخ الأمريكي الذي يتلقى رسالة من رئيس سابق ثم يكتب رسالة إلى نفس الرئيس.
وكان الرئيس غروفر كليفلاند هو أول رئيس أمريكي يتولى الرئاسة لفترتين منفصلتين (1884-1888) و(1892 - 1896) ، لكن هذا التقليد لم يكن مطبقا.
هذه التقاليد الرئاسية تترك الباب مفتوحًا أمام هذا الاحتمال، رغم وجود شكوك حول ما إذا كان بايدن سيكتب رسالة مشابهة لترامب، خاصة في ظل التوترات السياسية بينهما.
وبشكل عام، تعتبر هذه الرسائل علامة على الاحترام المتبادل بين الرؤساء، على الرغم من الخلافات السياسية، وتعكس أيضًا روح التعاون التي تسعى إلى الحفاظ على استقرار النظام السياسي في الولايات المتحدة، حيث يُعتبر ذلك جزءًا من الحفاظ على تقاليد الحكم الرئاسي في البلاد.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC43NyA= جزيرة ام اند امز