جون روبرتس.. قاض متمرس محافظ يرأس محاكمة ترامب
رئيس المحكمة العليا في أمريكا يشتهر بسيرته الذهبية وقدرته على الإقناع، وكان قد عين كبير قضاة الولايات المتحدة وهو في سن الخمسين.
دخل جون روبرتس رئيس المحكمة العليا في الولايات المتحدة دائرة الأضواء بعدما حلف اليمين استعدادا لبدء إجراءات محاكمة الرئيس دونالد ترامب.
- عضو بالكونجرس لـ"العين الإخبارية": محاكمة ترامب لعبة سياسية
- "الشيوخ" الأمريكي يبدأ رسميا إجراءات محاكمة ترامب
وحلف روبرتس، الخميس، اليمين على التزام "العدالة" وفقا للدستور، ضمن إجراءات المحاكمة التي تنطلق الأسبوع المقبل بتهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.
وروبرتس هو رئيس المحكمة العليا وهي أعلى هيئة للقضاء في الولايات المتحدة وتضم 9 أعضاء بينهم 5 قضاة محافظين، ومهمتها السهر على دستورية القوانين عبر حسم القضايا الكبرى في المجتمع الأمريكي، ومن بينها محاكمة ترامب.
من هو جون روبرتس؟
يشتهر جون روبرتس بسيرته الذهبية وقدرته على الإقناع، وكان قد عين كبير قضاة الولايات المتحدة وهو في سن الخمسين.
وخلال السنوات الخمس عشرة التالية، تمسك بجذوره المحافظة وكان يتعامل بحذر شديد مع بعض القضايا من أجل الحفاظ على سمعة المحكمة العليا، لكن هذا يحدث غالبا وراء الكواليس وفي محكمة لا يُسمح فيها باستخدام الكاميرات.
وبات روبرتس الآن في دائرة الضوء الوطني كما لم يحدث من قبل، حيث يترأس محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، حيث يشاهده الملايين.
ولعب روبرتس (65 عاما)، في وقت لاحق من هذا الشهر، أدوارا متعددة في واشنطن، احتفظ خلالها بوجه متحفظ ومتمرس وثابت.
منذ أن كان طالبا في المدرسة الإعدادية في شمال ولاية إنديانا وخلال سنواته الأولى في جامعة هارفارد، سعى جاهداً ليكون فتى من الطراز الأول.
ويشرف على الأغلبية المحافظة في محكمة عليا مقسمة بإحكام، ومع ذلك فهو يحرص باستمرار على حماية نزاهة القضاء الفيدرالي.
روبرتس أيضا قارئ متحمس للتاريخ، وأب لطفلين، يقضي هو وزوجته، جين سوليفان روبرتس، وتعمل محامية وموظفة قانونية، الصيف في جزيرة في ولاية ماين، وهو ملجأ مناسب لرجل يتولى أعلى منصب قضائي في البلاد ويطمح إلى أن يكون شخصية بعيدة عن الأضواء.
وبقدر ما يرفض روبرتس علنا سياسات واشنطن، لا يمكنه الهروب من ذلك بصفته أعلى شخصية قضائية في البلاد.
ففي عام 2012، تفاوض على إنقاذ قانون أوباما للرعاية الصحية ميسور التكلفة الذي رعاه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكن بما يتماشى مع سجله المحافظ.
وقام أيضا بالحد من نطاق حماية قانون حقوق التصويت، وقيد لوائح تمويل الحملات، وأغلق أبواب المحاكم الفيدرالية أمام الدعاوى القضائية المنحازة المتعلقة بالغش الانتخابي.
وخلال المحاكمة سيواجه روبرتس، الأضواء والكاميرات، ما سيشكل تحديا كبيرا بالنسبة له بعد أن اعتاد العمل في الجهة المقابلة من مبنى الكابيتول في المحكمة ذات الأعمدة الرخامية في منطقة خالية من الكاميرات، وبشكل رئيسي في قاعات مغلقة.
يدرك روبرتس تماما أن هيئته تضم 5 من المحافظين رشحهم الجمهوريون و4 ليبراليين رشحهم الديمقراطيون- تواجه انتقادات للبت في قضايا لصالح المحافظين السياسيين.
ولأنه يقوم بدور منفصل بشكل واضح عن قيادته في المحكمة العليا، فسوف يحاول الحفاظ على نزاهة المحكمة وسمعته.
وعلى الأرجح سيحاول روبرتس تجنب الظهور كبيدق للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، أو عوضا عن ذلك المنقذ المفاجئ للديمقراطيين في مجلس النواب الذين يضغطون من أجل قضيتهم ضد ترامب.
وفي الحقيقة تبدو مهمة شاقة بالنسبة إلى مجلس النواب، ليس فقط بسبب المعارك التي سيخوضها حول استدعاء الشهود، ولكن لأن الإدانة ستتطلب تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ.
ولم يسبق لمجلس الشيوخ في التاريخ الأمريكي أن استوفى شرط الحد الأدنى لإقالة رئيس من منصبه.
نشأته
وُلد روبرتس في بوفالو، نيويورك في 27 يناير/كانون الأول 1955، ونشأ في شمال غرب إنديانا، حيث كان والده تنفيذيا في شركة "بيت لحم" للصلب.
وقبل سنوات قليلة من الانتهاء من صفه الثامن افتتحت مدرسة داخلية جديدة، وكتب عندما كان يبلغ من العمر 13 عاما، رسالة إلى مدير مدرسة "لا لوميير" طلبا للالتحاق بالمدرسة الثانوية.
وكتب روبرتس: "أردت دائما أن أبقى في صدارة الجمهور. لن أرضى بالحصول على وظيفة جيدة من خلال الحصول على تعليم جيد، أريد الحصول على أفضل وظيفة من خلال الحصول على أفضل تعليم".
وبعد قبوله في مدرسة "لا لوميير"، وتخرجه الأول في صفه، كان يفكر طيلة 3 سنوات في هارفارد، حتى دخل كلية الحقوق بجامعة "هارفارد" التي تخرج فيها بتقدير امتياز.
وتقلد روبرتس أول مناصبه ككاتب لقاضي محكمة استئناف الدائرة الثانية في نيويورك، ثم عمل لدى المدعي العام الأمريكي وليام فرينش، وفي مسيرته المهنية عمل أيضا مساعدا لقاضي المحكمة العليا.
وفي سبتمبر/أيلول 2005، رشحه الرئيس السابق جورج بوش الابن قاضيا في المحكمة العليا، بعد وفاة كبير القضاة رينكويست.
وسبق أن اتهمه الرئيس ترامب بأنه موال للرئيس السابق باراك أوباما بعد رفضه لعدد من أوامره التنفيذية خاصة تلك المتعلقة بقضايا اللجوء والهجرة.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز