جونسون وبايدن.. الوضع الصحي يطيح بثاني مرشح ديمقراطي في 56 عاما
بعد أسابيع من القلق بشأن قدرة الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 عاما على خوض السباق إلى البيت الأبيض، انسحب جو بايدن من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في حدث هو الأول من نوعه منذ عقود.
وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية إن هذه هي المرة الأولى التي ينسحب فيها رئيس أمريكي من الترشح لإعادة انتخابه منذ عقود، ما يعيد إلى الأذهان قرار الرئيس ليندون جونسون بعدم السعي للحصول على فترة ولاية ثانية كاملة في عام 1968.
فماذا نعرف عن ملابسات تنحي جونسون؟
في مارس/آذار 1968 كان الرئيس ليندون جونسون قد مضى نحو أربعين دقيقة منذ بدأ خطابه عن حرب فيتنام، عندما أنهى خطابه بإعلان صادم: إنه لن يسعى لولاية أخرى.
وقال جونسون من المكتب البيضاوي إنه لن «يخصص ساعة أو يوما من وقته» لأي واجبات تتجاوز رئاسته الحالية أو يقبل ترشيح الحزب الديمقراطي مرة أخرى.
كان قرار جونسون، الذي لم يكن معروفا إلا لعائلته المباشرة وعدد قليل من المستشارين المقربين مسبقا، بمثابة صدمة للأمريكيين الذين سمعوا خطابه في تلك الليلة، والآن يقول الخبراء إن هناك بعض العوامل التي لعبت دورا في ذلك القرار، بينها مخاوف جونسون بشأن صحته، والاستياء من تعامله مع الحرب، والمنافسة من زملائه الديمقراطيين.
وبعد أن حقق جونسون النصر في عام 1964 ليفوز بفترة ولايته الأولى، أدرك أنه من المرجح أن يواجه «انتخابات تمهيدية صعبة» بعد أربع سنوات كما يقول كينت جيرماني، أستاذ التاريخ في جامعة ساوث كارولينا، فقد واجه منافسين أقوياء من داخل حزبه، كما أبدى جزء كبير من الجمهور استياءه من سياساته في فيتنام.
وكان جونسون، الذي أصيب بنوبة قلبية في عام 1955، فكر في الانسحاب من السباق الرئاسي مرة واحدة على الأقل من قبل.
وخلال المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 1964، حيث حصل على ترشيح حزبه، أخبر جونسون أحد مساعديه أنه يريد الانسحاب، وفي إشارة إلى السكتة الدماغية التي أصيب بها الرئيس السابق وودرو ويلسون عام 1919، قال جونسون إنه «لا يريد أن يكون في هذا المكان مثل ويلسون»، حسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
«الآن، هناك رجال أصغر سناً ورجال أفضل استعداداً ورجال أفضل تدريباً، ورجال تلقوا تعليمهم في هارفارد، وأنا أعرف حدود قدراتي»، هكذا قال جونسون لمساعده، مضيفا «أنا فقط لا أعتقد أنني أمتلك القوة البدنية والعقلية اللازمة».
ويبدو أن شكوك جونسون لم تدم طويلاً، فبعد يومين من المحادثة مع مساعده قبل ترشيح الحزب الديمقراطي، ثم هزم الجمهوري باري جولدووتر في فوز ساحق.
لكن مخاوف جونسون أصبحت أكثر وضوحا في عام 1968، عندما فكر في فترة ولاية ثانية، فلسنوات كان جونسون يناقش احتمال عدم الترشح مرة أخرى مع زوجته ليدي بيرد، ومع اقتراب الانتخابات فكر في صحته والمتنافسين الذين سيواجههم على ترشيح الحزب الديمقراطي، بمن في ذلك السيناتور يوجين مكارثي (ديمقراطي من مينيسوتا)، الذي حصل على 42% من الأصوات مقابل 50% لجونسون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في نيو هامبشاير.
كما أثرت صحته عليه أيضا، يقول فريدريك لوجفال، أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد: «أعتقد أنه كان أيضا قلقا بشأن عدم قدرة الرجال في عائلة جونسون على العيش لفترة طويلة».
وفي السنوات التي سبقت دورة الانتخابات التالية انخفضت شعبية جونسون بشكل كبير، ويقول المؤرخون إن استياء الأمريكيين من تعامل جونسون مع حرب فيتنام كان العامل الدافع وراء قراره بالانسحاب من السباق.
وقبل خطابه الذي ألقاه في 31 مارس/آذار 1968 بشأن خفض تصعيد الصراع، كتب جونسون نسختين من خطابه، واحدة تضمنت إعلان خروجه وأخرى لم تتضمن ذلك.
وفي النهاية، قال للأمريكيين إنه قرر أنه «لا ينبغي أن يسمح للرئاسة بالتدخل في الانقسامات الحزبية التي تتطور في هذا العام السياسي».
وأضاف جونسون «مع التحدي الذي يواجه مستقبل أمريكا، ومع آمالنا وآمال العالم في السلام في الميزان كل يوم، لا أعتقد أنني يجب أن أخصص ساعة أو يوما من وقتي لأية قضايا حزبية شخصية أو لأي واجبات أخرى غير الواجبات الهائلة لهذا المنصب.. رئاسة بلدكم».
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز