«عودة دراماتيكية».. سوناك يفتح الباب لجونسون
قبل أشهر من الانتخابات العامة فتح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الباب أمام عودة دراماتيكية لسلفه بوريس جونسون إلى عالم السياسة.
ففي الوقت الذي تهدد فيه الأزمات حزب المحافظين قبل أشهر من الانتخابات العامة، بات الطريق ممهدا أمام عودة دراماتيكية لرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إلى عالم السياسة.
وفي فيلم وثائقي عبر قناة (آي تي في) اعترف سوناك بوجود «خلافات موثقة جيدا» مع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، لكنه كشف عن محادثات بينهما، ولم يستبعد حصوله على وظيفة كبيرة في المستقبل، حسب صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية.
وردا على سؤال عما إذا كان بوسع جونسون العودة، أجاب سوناك «أنا فخور بالعمل الذي قمنا به معًا، وعملنا معًا بشكل جيد لفترة طويلة. وفي النهاية كما تعلمون اختلافات موثقة».
وكشف سوناك أنه على اتصال بجونسون، قائلا: «ربما كان ذلك في أواخر العام الماضي» عندما تحدثوا آخر مرة.
وحرص رئيس الوزراء البريطاني السابق على التأكيد على أن الثقافة في مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» تغيرت منذ عهد جونسون في السلطة.
وقال رئيس الوزراء سوناك: «من الواضح أن لدي فريقا جديدا تماما.. أتأكد من أن الجميع صادقون بشأن ما يحدث.. إنها شفافة جدا»، مضيفا: «الناس يحاسبون. وأعتقد أيضا أن عليك فقط أن تكون قدوة يحتذى بها».
مواجهة سياسية
ورحب حلفاء جونسون بإمكانية عودة رئيس الوزراء السابق إلى خط المواجهة السياسية واقترحوا مشاركته في الحملة الانتخابية للانتخابات العامة.
ونقلت «ديلي إكسبريس» عن السير جاكوب ريس موغ قوله إن جونسون «هو الناشط الأكثر فاعلية في حزب المحافظين، لذا فإن دعمه سيكون بمثابة منشط له».
وقال النائب المحافظ بول بريستو: «يبدو أن رئيس الوزراء يعتقد أيضا أنه يجب علينا إعادة بوريس جونسون»، مضيفا «إنه ناشط عظيم وشخصية محفزة للمحافظين.. ومن الواضح أن لديه دورا يلعبه».
وقال كبير المحافظين السير مايكل فابريكانت: «أنا أؤيد إعادة بوريس جونسون بطريقة ما وإحضار آخرين أيضا».
وكانت استقالة سوناك من الحكومة في يوليو/تموز 2022 بمثابة اللحظة التي انتهى فيها حكم جونسون، حيث أدت ذلك إلى موجة من الاستقالات خلال الـ48 ساعة التالية.
وفي يونيو/حزيران 2023، أجبر جونسون على الاستقالة من منصبه كعضو في البرلمان بعد تحقيق حول تعامله فيما يُعرف بفضيحة «بارتي جيت»، في إشارة للحفلات التي أقامها رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت رغم الحظر المفروض خلال فترة وباء كوفيد19.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعرب عدد من النواب الذين شاركوا في الإطاحة بجونسون عن أسفهم لما حدث خاصة في ظل تقدم حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي بفارق 20 نقطة.
طريق واضح
لكن مصادر داخل حزب المحافظين قالت في ذلك الوقت إنه لا يوجد «طريق واضح» لعودة لجونسون، مشيرة إلى أنه سيُمنع من الحصول على مقعد في مجلس العموم.
لكن عودة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون للسياسة من خلال توليه منصب وزير الخارجية، من شأنها أن تجعل عودة جونسون خيارا محتملا.
من جهة أخرى، اعترف سوناك حلال الفيلم الوثائقي بأن انقسامات المحافظين تضر بالحزب في استطلاعات الرأي، قائلا: «لا أعتقد أن البلاد تصوت لأحزاب منقسمة»، مشيرا إلى الخلافات حول بعض القضايا مثل الهجرة.
كما تحدث سوناك بصراحة عن العنصرية التي عاشها قائلا «أنت تدرك أنك مختلف». وروى موقفا من طفولته عندما تعرض مع إخوته إلى بعض التعليقات العنصرية الفظيعة خلال وجودهما في مطعم للوجبات السريعة.
وأكد سوناك حرص والديه على أن يكون قادرا هو وإخوته على التأقلم، مشيرا إلى أن أحد الأمور التي كانت والدته مهووسة بها هي ألا يتحدثوا بلهجات.