بشر الخصاونة.. الدبلوماسي المخضرم رئيسا لوزراء الأردن
قرار العاهل الأردني يعكس الثقة الملكية في خبرات "الخصاونة" الطويلة التي اكتسبها خلال عمله في العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية
بعد أسابيع من تكليفه مستشاراً للعاهل الأردني، ضاعف الملك عبدالله الثاني من مسؤوليات الدكتور بشر هاني الخصاونة بتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً للمستقيل عمر الرزاز.
ويعكس قرار العاهل الأردني الثقة الملكية في خبرات "الخصاونة" الطويلة التي اكتسبها خلال عمله في العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية منذ تعيينه ملحقا بوزارة الخارجة عام 1991، ثم سفيرا لبلاده في عدد من الدول الهامة من بينها مصر وإثيوبيا وفرنسا، ثم وزير دولة، وصولا لتعيينه مستشارا للملك.
وظهرت الثقة الملكية بشكل جلي في نص خطاب التكليف الموجه من العاهل الأردني إلى الخصاونة، بعد أقل من شهرين من تعيينه مستشاراً للملك للسياسات في 18 أغسطس/ آب الماضي.
وفي الخطاب قال الملك لرئيس الوزراء المكلف: "لقد عرفتك رجلا وطنيا، نزيها وكفؤا، وصاحب رؤية وإنجاز في جميع مواقع المسؤولية التي تبوأتها في مختلف مؤسسات الدولة، وما نتج عنها من خبرات كبيرة خلال خدمتك الممتدة في الدولة منذ عقود، وستكون، بإذن الله وتوفيقه، على قدر الأمانة والمسؤولية الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقك".
مولده وتعليمه
ولد الدكتور بشر هاني الخصاونة في 27 يناير/كانون الثاني عام 1969؛ حيث حصل على بكالوريوس في القانون من الجامعة الأردنية، وحرص على إكمال دراساته العليا في مجال القانون، فنال ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية والاقتصاد من كلية سواس جامعة لندن، وماجستير في القانون الدولي من كلية لندن للاقتصاد، ودكتوراه في القانون من نفس الكلية.
كما حصل أيضا على دبلوم تنفيذي في الإدارة العامة كلية جون اف كينيدي جامعة هارفرد وهي أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية، إضافة لدبلومتين من دورتين تنفيذيتين في مكافحة الإرهاب والتطرف من مركز دراسات الشرق الأدنى وجنوب آسيا في كلية الدفاع الوطني الأمريكية 2000-2002.
رحلة دبلوماسية.. 3 عقود
بدأ الخصاونة حياته العملية بتعيينه ملحقا في وزارة الخارجية عام 1991، وسرعان ما تدرج في العديد من المناصب بالوزارة، وصولا لتعيينه ممثل الأردن الخاص بشؤون باكستان وافغانستان (2009-2012).
ثم عين سفيرا لبلاده لدى مصر في 6 يونيو/حزيران 2012، ومندوبا دائما لبلاده لدى جامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى 28 سبتمبر/أيلول 2016.
وخلال تلك الفترة ترأس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عام 2014.
ونظرا لكفاءته، تم تعيينه إضافة إلى منصبه السابق سفيرا لبلاده لدى كينيا في مايو/آيار 2013، ثم سفيرا لدى إثيوبيا ومراقب بلاده الدائم لدى منظمة الاتحاد الأفريقي في مارس/أذار 2014.
وخلال الفترة من 2016 إلى 2017، تقلد أول منصب وزاري له بتعيينه وزير دولة للشؤون الخارجية، ثم وزير دولة للشؤون القانونية خلال الفترة من 2017-2018.
وفي العام التالي تم تعيينه سفيرا للمملكة لدى فرنسا، ومندوبها الدائم في منظمة اليونسكو خلال الفترة من 2018 -2019.
وعلى مدار تلك السنوات في رحلته الدبلوماسية التي استمرت قرابة 3 عقود، ترأس أو شارك الخصاونة في وفود بلاده الرسمية في العديد من المؤتمرات العربية والدولية والإسلامية، من بينها عضويته في وفود الأردن بالقمم العربية لأعوام عديدة، وعضويته في وفود المملكة لاجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك أكثر من مرة.
نجاح أكاديمي
وإضافة إلى عمله الدبلوماسي والسياسي، فقد حرص الخصاونة على النجاح الذي حققه في المجال الأكاديمي، حيث ساعده عمله في تدريس مادتي قانون الأمم المتحدة والقانون الدولي للبحار بكلية لندن للاقتصاد عام 1996 .
كما عمل محاضرا غير متفرغ في كلية الحقوق بالجامعة الأردنية، لقانوني التنظيم الدولي وحقوق الإنسان عام (2004)، ومحاضرا غير متفرغ بالمعهد الدبلوماسي الأردني (2004-2005).
الخبرات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية الكبيرة التي اكتسبها على مدار العقود الماضية، آثر عاهل الأردن على توظيفها لخدمة المملكة، بتعيينه مستشار الملك للاتصال والتنسيق خلال الفترة 2019-2020، قبل أن يتم تعيينه مستشار الملك للسياسات في 18 أغسطس/آب الماضي، ثم تكليفه الأربعاء بتشكيل الحكومة الجديدة.
وتوج الخصاونة تلك الرحلة الدبلوماسية والسياسية الناجحة بحصوله على وسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى ووسام الكوكب بالمملكة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز