"الروابدة" يزلزل إخوان الأردن.. قنبلة في عقر الدار
قنبلة مدوية يفجرها رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبدالرؤوف الروابدة بهجومه على إخوان المملكة، وهو الخارج من رحمهم.
تصريحات تعتبر سابقة في الأردن، فجرت الجدل وكشفت تغيرات فكرية بدأت تخرج أبناء التنظيم عن نواميسه وقواعده.
وأثناء قراءة انتظمت، الأربعاء، لكتاب إبراهيم الغرايبة تحت عنوان “الإخوان المسلمون من الدعوة إلى السياسة”، قال الروابدة إن الإخوان “ليسوا تنظيما سياسيا بل هم تنظيم ديني”، مضيفا أنهم "لم يقفوا يوما واحدا مع الدولة الأردنية، لكنهم وقفوا دفاعا عن أنفسهم”.
مداخلة لم تكن مرتجلة، والكلام أيضا لم يكن بالصدفة، خصوصا حين يكون مصدره رجلا معروفا بأنه يحسب خطواته بدقة متناهية، والأكثر من ذلك أنه جاء في مناسبة إخوانية وبحضور نائب عن كتلة الإصلاح وهو عمر العياصرة الذي أدار النقاش.
وبغياب العناصر التي قد "تشفع" للروابدة أمام الإخوان، بدا واضحا أن ما حصل كان مناكفة أرادها المسؤول الأردني السابق، ما يختزل سيناريوهات متعددة ملغومة باستفهامات حول أسباب وطبيعة هذا التبدل الفكري المفاجئ بالنسبة لرجل كان حتى وقت قريب يتفاخر بأن الإخوان "صقلت شخصيته"، كما قال في مقابلة تلفزيونية سابقة.
من عقر الدار
تغيير يستبطن فجوة قاتلة بين موقفين وزمنين، ليظل السؤال العالق: "لماذا الآن يحاول الروابدة إشعال النار مع من غازلهم في الماضي القريب؟".
الإجابة جاءت في زوايا حديث الروابدة الذي ما انفك يرسل إشارات في سياق يقول محللون إنه يستهدف دفع الإخوان نحو اتخاذ مواقف معينة في خضم الحوارات والنقاشات السائدة في الأردن، كما قد يكون شارة الحرب التي يعلنها ضد رفقاء الأمس.
ولأن شكل استهداف الإخوان من رجل يعتبر سليل فكرهم نقطة توقف الرأي العام بالمملكة، إلا أن الجملة التي رجت الأرض تحت أقدام الإخوان كانت قوله إن ”جميع الأحزاب لم تعترف يوما بالمواطنة في تربيتها، ولم تكن المواطنة جزءا من تفكيرهم”، في عبارة تكتيكية مستفزة.
مزامنة بين خلفية فكرية متماهية مع الإخوان وتحول تكتيكي مفاجئ يقطع معهم، يبدو أن الروابدة تعمد من خلالها إزعاج التنظيم، في وقت حاول فيه الأخير الابتعاد عن تغذية جدل قد يطفو بقوة إلى ساحة تعج بأخبار تناحر جبهتي إخوان مصر في إسطنبول ولندن، وخوفا من حسابات أخرى ذات علاقة بخصوصية المملكة.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز