باسم عوض الله.. جدل منذ الولادة لعراب "فتنة الأردن"
رافق الجدل السياسي الأردني باسم عوض الله منذ ميلاده، حيث لم يعرف على وجه الدقة، هل ولد في عمّان أم القدس.
جدل لم ينقطع على مدى عقود، ذاع فيها صِيت الرجل؛ الذي حكم عليه اليوم الإثنين بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة، بعد إدانته بـ"التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة" و"القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة".
تجول السياسي الطموح متسلحا بخبراته، وتحصيله الأكاديمي بين الوزارات في الأردن، ووصل لرئاسة الديوان الملكي، قادما من إدارة مكتب العاهل الأردني الملك عبدالله، والتقلب في حقائب الحكومة.
لكن استقالة مثيرة من رئاسة الديوان الملكي، حين كان عوض الله يتردد اسمه كمرشح لرئاسة الوزراء فتحت عليه أبواب التكهنات.
وأصبح منذ ذلك الوقت عُرضة للاتهام بأعمال خارج القانون، ففي عام 2012، اتهم الناشط السياسي ماجد أبو رمان عوض الله بمحاولة قتله، مقدما دعوى ضده بـ"التآمر على مقدرات الدولة".
وأثناء ممارسته لمهامه وزيرا في حقائب عدة، مهمتها الإصلاح الاقتصادي في الأردن، كان عوض الله، محلّ انتقاد من الأردنيّين، لطرحه الليبرالي في خططه الإصلاحية، وميله للقطاع الخاص على حساب البعد الاجتماعي.
من هو باسم عوض الله؟
ولد عوض الله عام 1964، في عمّان، حسب سيرته الذاتية على موقع رئاسة الوزراء الأردنية، فيما تفيد معلومات بميلاده بالقدس، وهو من "فلسطينيّي الأردن"، كما يطلق على حملة الجنسية في المملكة.
يغيب عن المتوفر من سيرة الرجل الذاتية أي حديث عن نشأته في الأردن، قبل الانتقال في الثمانينات إلى بريطانيا، التي حصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراه متخرجا في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1988.
وفي هذه الجزئية يشير موقع رئاسة الوزراء الأردنية إلى أن عوض الله "درس في مدرسة لندن الاقتصادية، وحصل منها على الدكتوراه في وقت قياسي مبكر؛ وهي الجامعة التي تشترط أن يجيد الخريج الإنجليزية والكمبيوتر".
قبل ذلك درس عوض الله في جامعة جورج تاون الأمريكية، التي يحمل منها بكالوريوس في العلاقات والاقتصاد الدولي، تعود لعام 1984.
بقي عوض الله في بريطانيا؛ حيث عمل في مجال الاستثمار في القطاع المصرفي هناك، قبل أن يعود للأردن مطلع التسعينات، وتتلقفه الحكومة الأردنية، ويلج فيها عالمي الاقتصاد والسياسية.
نجم لامع في الأردن
اختاره رئيس الوزراء الأردني حينها عبدالسلام المجالي سكرتيرا له في مجال الاقتصاد، وبقي في رئاسة الوزراء حتى عام 1999، بعد أن وصل إلى مستشار اقتصادي لرئيس الحكومة.
هذه المؤهلات الأكاديمية، إضافة إلى مجموعة من الدراسات الاقتصادية حول الأردن، وبحوث بشأن تحديات قيام سوق شرق أوسطية، فتحت الأبواب واسعة لترقي الرجل في أعلى المناصب.
فعمل عوض الله مديرا للدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي الهاشمي بعد تركه رئاسة الوزراء، وعُين عام 2001، وزيرا للتخطيط، ثم التخطيط والتعاون الدولي، قبل أن ينتقل إلى وزارة المالية عام 2005.
بين عامي 2006 و2007، صعد نجم عوض الله فشغل منصب مدير مكتب الملك عبد الله، تم ترأس الديوان الملكي متوجا ثقة العاهل الأردني، غير أنه استقال بعد عام من المنصب لأسباب تقول تقارير إعلامية إنها "غير معروفة"، خصوصا مع بروز اسمه كمرشح لرئاسة الوزراء.
أفول نجم
وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، كان عوض الله على موعد مع فصل درامي من حياته، حين اعتقل مع الشريف حسن بن زيد، لـ"أسبابٍ أمنيّة".
وفي اليوم نفسه وإثر تطورات غير مسبوقة؛ طغا الحديث عن مؤامرة تستهدف أمن واستقرار البلاد تورط فيها الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، وضلوع عوض الله في تأجيج هذه "الفتنة".
وبعد أربع جلسات سرّية حوكم خلالها عوض الله ورفيقه الشريف حسن، أصدرت محكمة أمن الدولة في جلسة علنية حكمها بإدانة الرجل المثير المتهم الثاني، وقضت بسجن الرجلين 15 عاما مع الأشغال الشاقة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز