من ساحل البحر الميت.. مؤتمر الأردن يبحث إغاثة غزة
وسط آمال كبيرة، انطلقت أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لإغاثة غزة، بحضور دولي واسع، على ساحل البحر الميت بالأردن
وانطلق المؤتمر بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر والأمم المتحدة، وبدعوة من الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر، إن "لم نتحرك ستتفاقم التوترات في الضفة الغربية"، مضيفا "شبح المجاعة يلوح في أفق غزة، وكل مكان في غزة عرضة للدمار".
وأكد ملك الأردن أن "سكان غزة يواجهون الموت والدمار بدرجات فاقت بكثير أي صراع آخر منذ أكثر من عشرين عاما".
وفي هذا الصدد، شدد على أن عملية إيصال المساعدات الإنسانية "لا يمكن أن تنتظر وقف إطلاق النار أو أن تخضع للأجندات السياسية لأي طرف".
وخاطب الملك عبدالله الثاني المشاركين في المؤتمر "أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات، بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهم بحاجة لذلك الآن".
إلزام إسرائيل بإنهاء الحصار
من جهته، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدول إلى "إلزام إسرائيل بإنهاء الحصار على غزة والتوقف عن استخدام الجوع كسلاح في القطاع".
وتابع "حذرنا مرارا من العملية الإسرائيلية في رفح".
في سياق متصل، شدد الرئيس المصري على ضرورة توفير الدعم لوكالة الأونروا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة للنازحين في غزة من العودة لأماكن سكناهم.
كما رحب باعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين، داعيا بقية العالم "ليحذو حذوهم".
«لا مكان آمن»
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته "لا مكان آمن في غزة والوضع لا يحتمل هناك".
مضيفا "أكثر من مليون إنسان في غزة لا يملك قطرة مياه نظيفة".
ومضى قائلا "موظفو المساعدات الأمميون في غزة يواجهون عقبات خطيرة أثناء تأدية عملهم"، قبل أن يتابع "حالة الرعب في غزة يجب أن تتوقف.. يجب أن يكون للمدنيين الحق في اللجوء إلى مكان آمن".
الأمين العام للأمم المتحدة دعا أيضا، جميع الأطراف "إلى الموافقة على خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت، الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في المنطقة للترويج لوقف لإطلاق النار في غزة.
كما يشارك منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث وقادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية بهدف "تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة"، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني.
ولحق دمار هائل بجزء كبير من قطاع غزة جراء الحرب العنيفة التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر، فيما نزحت غالبية السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة بسبب المعارك المتواصلة.
وتحذر الأمم المتحدة منذ شهور من أن المجاعة تهدد القطاع المحاصر.
وتدخل المساعدات ببطء شديد خصوصا بعدما باشر الجيش الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة في مطلع مايو/أيار وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي الحيوي مع مصر الذي تمر عبره غالبية المساعدات.
برنامج المؤتمر
وبحسب برنامج المؤتمر الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية، تشهد الجلسة الصباحية "ثلاث مجموعات عمل" ستركز نقاشاتها على سبل "توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات" وسبل "تجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين"، و"أولويات التعافي المبكر".
وفي الجلسة المسائية، يلقي العاهل الأردني والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفلسطيني إضافة إلى الكثير من رؤساء الدول والحكومات، كلمات.
وعن أهداف المؤتمر، قالت وزارة الخارجية الأردنية إنه يناقش "الاستعدادات للتعافي المبكر، والسعي للحصول على التزامات باستجابة جماعية ومنسقة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة".
وأوضح البيان أن "الهدف الأساسي لهذا الاجتماع الرفيع المستوى هو التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع".
ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله بمؤتمر صحفي مشترك بمشاركة وزيري خارجية الأردن ومصر، مساء الثلاثاء.