ترامب يدعم «المصارع» للفوز في حلبة مجلس النواب
رغم دعم كل من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واليمين المتطرف داخل الحزب الجمهوري، لتولي جيم جوردان رئاسة مجلس النواب، يخوض جيم جوردان النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو والمعروف بكونه "مشاكسا سياسيا" معركة لتوحيد الجمهوريين، للظفر بفوز صعب برئاسة مجلس ا
ورغم تمتع جوردان بدعم كل من الرئيس السابق دونالد ترامب وأعضاء اليمين المتطرف داخل الحزب الجمهوري الذين قادوا المعركة للإطاحة برئيس المجلس السابق كيفين مكارثي، إلا أن نجاحه يبدو محفوفا بالمخاطر.
وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية "للفوز بثالث أعلى منصب في الإدارة الأمريكية، يحتاج جوردان إلى دعم من كل الجمهوريين في مجلس النواب تقريبًا، حيث يملك الحزب الجمهوري أغلبية ضئيلة".
وسيساعد نجاح جوردان (59 عاما) في رئاسة مجلس النواب على تعزيز سيطرة اليمين المتطرف على الحزب الجمهوري، كما أنه سيشعل صراعا جديدا مع الديمقراطيين حول حجم الحكومة ونطاقها.
لكن رئاسة جوردان يمكن أن تشكل في الوقت نفسه تحدياً للجمهوريين الذين يسعون جاهدين للحفاظ على أغلبيتهم في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
ويواجه بطل المصارعة السابق انتقادات من بعض أعضاء الكونغرس، بينهم أعضاء ينتمون للحزب الجمهوري الذين يصفونه بأنه متطرف ولا يستحق رئاسة مجلس النواب.
وحذرت النائبة السابقة ليز تشيني، التي ساعدت في قيادة التحقيق حول الهجوم على مقر الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، من أن فوز جوردان سيشكل تهديدًا للديمقراطية نفسها.
وقالت تشيني مؤخراً إنه "إذا قرر الجمهوريون جيم جوردان ليكون رئيس مجلس النواب فلن يكون هناك أي وسيلة ممكنة للزعم بأن الجمهوريين المنتخبين يمكن الاعتماد عليهم في الدفاع عن الدستور".
ويدافع جوردان عن نهجه الذي يلقى صدى لدى المحافظين الذين طالما اتهموا قادة الحزب الجمهوري بالاستسلام.
وفي 2017 قال جوردان لوكالة "أسوشيتد برس"، "إننا نفعل ما قلنا للناخبين أننا سنفعله".
وكانت النزعة المحافظة لجوردان وحماسته للقتال السياسي واضحة في الاشتباكات المبكرة مع القادة التشريعيين للحزب الجمهوري.
وعندما قرر السعي للحصول على مقعد في مجلس شيوخ الولاية في عام 1999، واجه معارضة كبيرة داخل الحزب لكنه حقق فوزا كبيرا وبعدها بعدة سنوات انتخب مجددا لعضوية الكونغرس.
وفي 2015، كان جوردان هو الرئيس المؤسس لتجمع الحرية في مجلس النواب، وهو مجموعة من المحافظين المتشددين الذين ضغطوا على رئيس المجلس وقتها جون بوينر، للتنحي.
وبعد مرور أكثر من 8 سنوات كان لأعضاء المجموعة دور فعال في إقالة كيفين مكارثي، وهي نتيجة مذهلة تشهد على القوة الهائلة لتجمع الحرية.
لكن جوردان يواجه ضغوطا بسبب بعض الأزمات التى تلاحقه. ولا يزال الرجل موضع استجواب بشأن معرفته المزعومة بالاعتداء الجنسي في برنامج المصارعة في جامعة ولاية أوهايو، وهي اتهامات ينفيها بشدة.
ففي عام 2018 تقدم العديد من الرياضيين السابقين الذين دربهم في ولاية أوهايو لوصف الأجواء المروعة المحيطة ببرنامج المصارعة عندما كان جوردان مساعدا للمدرب بالجامعة.
وتركزت الادعاءات حول قيام الطبيب ريتشارد شتراوس الذي انتحر في 2005 بالتحرش أو الاعتداء الجنسي على ما يقرب من 200 طالب بجامعة أوهايو، الكثير منهم مصارعون دربهم جوردان.
وقال بعض الطلاب إن جوردان كان على علم بسلوك الطبيب لكنه لم يفعل شيئا لوقفه، وهو ما ينفيه النائب الجمهوري بشدة.
ومنذ فوز ترامب بالرئاسة في ٢٠١٦ ظهر ولاء جوردان الكامل له، وهو ما ظهر خلال تحقيق وزارة العدل في التنسيق المحتمل بين روسيا وحملة ترامب الرئاسية لعام 2016.
واستخدم جوردان عضويته في اللجنة القضائية بمجلس النواب للتنديد بالتحقيق، باعتبار أن له دوافع سياسية ولمهاجمة من أشرفوا عليه.
واعترافًا بنفوذه المتزايد نقل الجمهوريون جوردان إلى لجنة المخابرات بمجلس النواب خلال إجراءات عزل ترامب الأولى في عام 2019.
وعندما فاز الجمهوريون بمجلس النواب في انتخابات العام الماضي، حصل جوردان على رئاسة اللجنة القضائية، وهي واحدة من أعرق اللجان في الكونغرس، وهي الوظيفة التي تناسب تماما أسلوبه.
وجوردان هو أحد الجمهوريين الذين يقودون التحقيق في قضية عزل الرئيس الحالي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي، والذين يؤكدون ضرورة التحقيق لتحديد ما إذا كانت عائلة بايدن استفادت بشكل فاسد من علاقاتها.
ودائما ما تسيطر عقلية المصارع على جوردان خلال جلسات الاستماع فيحاول توقع تحركات خصومه مسبقًا خلال الجلسات التحضيرية في مكتبه.
وتعمقت علاقة جوردان مع ترامب في الفترة التي أعقبت خسارة الملياردير الجمهوري أمام بايدن في انتخابات 2020.
وشكك جوردان مرارًا وتكرارًا في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتوفر الوثائق التي حصل عليها الكونغرس من خلال تحقيقه في الهجوم على الكابيتول، أدلة نافذة على تورط جوردان في محاولة إبقاء ترامب في البيت الأبيض.
وفي 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، كان جوردان من بين الذين حضروا اجتماعًا بالبيت الأبيض ركز على الضغط على نائب الرئيس آنذاك مايك بنس لاستخدام دوره الشرفي في رئاسة المجمع الانتخابي لإلغاء الانتخابات.
كما استضاف جوردان أيضًا اجتماعًا عبر الهاتف في 2 يناير/كانون الثاني 2021 مع البيت الأبيض لمناقشة الخدمات اللوجستية ليوم 6 يناير/كانون الثاني من العام ذاته، بما في ذلك خطط الجمهوريين للاعتراض على التصديق على الانتخابات.
وتظهر سجلات مكالمات البيت الأبيض أيضا أن جوردان اتصل بترامب مرتين في 6 يناير/كانون الثاني 2021، قبل الهجوم على الكابيتول وبعده.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز