مكارثي يقفز على فراغ الكونغرس.. وانقسام الجمهوريين يهدد اختيار خليفته
حالة غير مسبوقة من فراغ القيادة يواجهها الكونغرس الأمريكي في ظل انقسام الجمهوريين الذي أطاح برئيس مجلس النواب كيفين مكارثي قبل أيام.
فراغٌ يحد بشكل كبير من قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة السريعة للأزمات السياسية في الداخل أو الخارج، مثل الأزمة الحاصلة حاليا في إسرائيل عقب عملية "طوفان الأقصى". بحسب تقرير لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وتضع هذه الاضطرابات الكونغرس الأمريكي والولايات المتحدة في أزمة كبيرة بعدما وصلت معظم الإجراءات في "الكابيتول" إلى طريق مسدود، خاصة أنها المرة الأولى في التاريخ التي تشهد فيها البلاد إقصاء لرئيس مجلس النواب، وهي العملية التي قادها النائب الجمهوري عن فلوريدا مات جايتس.
ويهدد هذا الفراغ إرسال المساعدات الفورية لإسرائيل، وتمرير قرار لإظهار دعم واشنطن لها، إضافة إلى المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا.
كما يهدد الحاجة إلى تمويل الحكومة الأمريكية مرة أخرى بحلول 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، موعد انتهاء اتفاق التمويل قصير الأمد أو العودة مرة أخرى لشبح الإغلاق.
مكارثي يقفز لملء الفراغ
وعلى الرغم من الإقصاء التاريخي له من رئاسة مجلس النواب بعد انضمام 8 نواب جمهوريين متشددين إلى زملائهم الديمقراطيين، قفز مكارثي لملء الفراغ، وقدم نفسه كزعيم للجمهوريين، منتقدا بشدة أداء إدارة الرئيس جو يايدن.
ومع ذلك فإنه ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان مكارثي قادرا على العودة بجدية لمنصبه، أو ما إذا كان بإمكان الجمهوريين الاتفاق على خليفة له، وفق "أسوشيتدبرس".
وفي وقت سابق قال مكارثي وهو نائب عن ولاية كاليفورنيا: "سواء كنت رئيسًا أم لا.. يمكنني القيادة في أي منصب أكون فيه".
وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان مكارثي العودة، قال جايتس "لن أراهن على ذلك".
واجتمع الجمهوريون مساء أمس الإثنين، لعدة ساعات خلف أبواب مغلقة فى جلسة سادت فيها أجواء الغضب واللوم المتبادل، وسط غياب لرؤية محددة للمضي قدما.
وخلال الاجتماع، قال النائب الجمهوري عن تكساس مايكل مكول، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: "العالم يراقب.. إنهم يرون ديمقراطية مختلة".
الاقتراع المنتظر
ويخطط الجمهوريون للتصويت غدا الأربعاء، أولاً في اقتراع خاص، ثم في وقت لاحق في قاعة مجلس النواب، على أمل الوصول إلى الأغلبية اللازمة لاختيار رئيس جديد للمجلس، وهو الأمر الذي يبدو طموحا وليس واقعيا.
وتساءل النائب الجمهوري عن نيويورك مايك لولر: "هل يملك أحد الأصوات؟.. لا".
ولولر جمهوري وسطي يسعى لإعادة مكارثي إلى رئاسة مجلس النواب. ويبدو أن كلا المرشحين لخلافة مكارثي قادر على تأمين الأغلبية اللازمة.
والمرشحان هما ستيف سكاليز زعيم الأغلبية الجمهورية وثاني أكبر جمهوري في مجلس النواب، وجيم جوردان رئيس اللجنة القضائية والمدعوم من الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
ويكافح سكاليز سرطان الدم، كما نجا من إصابات خطيرة نتيجة إطلاق نار جماعي خلال تدريب لمباراة بيسبول في الكونغرس عام 2017.
لكن الجمهوري من ولاية لويزيانا اعتذر عام 2014 بعد أن تبين أنه خاطب أحد العنصريين البيض. وقال سكاليز إنه أخبر زملاءه أن مجلس النواب "يحتاج إلى العودة للعمل".
ويعد جوردان شخصية سياسية رفيعة المستوى، معروفا بتحالفه الوثيق مع ترامب.
ويرفض الديمقراطيون كلا من سكاليز وجوردان، ومن شبه المؤكد أنهم سيصوتون ضد أي من الجمهوريين.
ويتمتع الجمهوريون في مجلس النواب بأغلبية ضئيلة فقط، ولهذا يفكرون في تغيير بعض القواعد لتجنب تأخر انتخاب رئيس جديد مثلما حدث مع انتخاب مكارثي بعد 15 جولة تصويت في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما يبحث الجمهوريون تغيير القاعدة التي تنص على حصول المرشح لمنصب رئيس مجلس النواب على 218 صوتًا في أثناء التصويت الداخلي خلف أبواب مغلقة كحد أدنى قبل طرح اسمه للتصويت علنًا في قاعة المجلس.
فضلا عن تغيير القاعدة التي تسمح لمشرع واحد بتقديم اقتراح لإخلاء المنصب وهي القاعدة التي استخدمها جايتس للإطاحة بمكارثي.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز